أولًا، كيف تُعرَف الثقافة؟
التعريف هنا نسبي؛ فهناك تعريفات متعددة للثقافة، وليس بالضرورة أن يكون أحدها صحيحًا والبقية خاطئة؛ فهناك اشكالٌ مختلفة للثقافة، وقد يختلف تعريفها من بلد لبلد. هناك من ينظر للثقافة على أنها سلوك وأخلاق أفراد المجتمع والذي ينعكس على تعاملهم مع الآخرين بشكل راقٍ، و هناك من يراها على أنها القدرة على إنتاج الفنون المختلفة وتذوقها: كلوحات الرسم ، السينما، الدراما، الأعمال الوثائقية وغيرها من الفنون
التعريفات السابقة نظرت لثقافة المجتمع ككل، ولكن هناك تعريفات خاصة بثقافة الفرد: تعريف يراها على أنها القدرة على التحاور والنقاش وإاقناع الأشخاص الآخرين بأفكارك بلباقة الحديث والثقة في النفس. وخيرًا التعريف البسيط للثقافة وهو: مقدار المعرفة التي تمتلكها في مجالات الحياة المختلفة.
إذن كيف نرى التعريف الأقرب للثقافة؟
لنكون أكثر تحديدًا؛ سنناقش الثقافة المرتبطة بالتحصيل المعرفي. في هذه الحالة، نبتعد عن تعريفات الثقافة الأخرى كسلوك، أو تذوق جمالي للفنون.
قديمًا، كان هناك ما يعرف بالعالِم الموسوعي: رجل يعرف في كل علوم عصره، ليست مجرد معرفة سطحية، بل معرفة نتجت عن سنوات دراسة لهذه العلوم. بعض المجالات لهذه العلوم قد تكون سياسة، اقتصاد أو حتى معرفة عملية مثل الفيزياء والرياضيات.
لكن الوضع أصبح مختلفًا الآن؛ فقديمًا مجالات المعرفة لم تكن كثيرة، و المجال الواحد نفسه لم يحتوِ علي مناهج كبيرة مثل التي نراها الآن؛ فكان بالإمكان الإلمام بمجال واحد في بضع سنوات من الدراسة.
الآن أصبح هناك ما يعرف بالتخصص، قد تُفني عمرك كله لكي تدرس فرعًا واحدًا في مجال واحد من مجالات العلوم المختلفة، مثلًا في الفيزياء، قد تصبح متخصصًا في فيزياء الكمّ فقط بل وقد تصبح متخصصًا في نظرية واحد كالنسبية.
ففي وقتنا الحالي أنت تصبح مثقفًا في مجال معين، وليس معنى أنك مثقف في مجال واحد أنك أصبحت مثقفًا في جميع المجالات. هذا أمر بديهي، ولكن كثير من الناس يختلط عليهم الأمر، مثلًا تنظر لرجل صاحب معرفة في علم الاجتماع على أنه يمتلك معرفة مماثلة في الاقتصاد أو التاريخ، ولكن هذا غير صحيح في معظم الحالات.
بناءً على هذا التعريف، كيف يثقف المرء نفسه؟
في تطبيق (انجز كتاب) نحن نرى أن الثقافة ببساطة هي مقدار معرفتك في مجال معين، وكلما ازدادت معرفتك في مجالات الحياة الرئيسية كلما ازدادت ثقافتك، مجالات رئيسية مثل: السياسة، الاقتصاد، الاجتماع، الفكر، التاريخ و الدين.
على الجانب الآخر، لست بحاجة أن تعرف كل شئ عن مجال واحد، الموضوع قد يختلف باختلاف اهتماماتك، قد تكون مهتمًا بمواضيع معينة داخل كل مجال. مثلًا قد تهتم بموضوع “أنظمة الحكم” داخل مجال “السياسة” أو موضوع “السوق الحر و الرأسمالية” داخل مجال “الاقتصاد” و هكذا. مع الوقت ومع زيادة المواضيع التي تعرف عنها، تبدأ ببناء ثقافتك في هذه المجالات وتحوز المعرفة بمختلف مواضيعها.
الآن قد تود التعرف على طرق التحصيل المعرفي، والمصادر التي تقرأ منها لتبني ثقافتك مع الوقت.
في هذا المقال نرشح لك اهم الكتب العربية لتبدأ بها رحلة تثقيف نفسك. و الأهم من ذلك: كيف تخطط لبناء ثقافتك بطريقة سهلة لتعرف من أين تبدأ وإلى أين تتجه، حتى لا تُصاب بالتشتت وفقدان الشغف بسبب كثرة المصادر.
يمكنك قراءة المزيد من سلسلة أفضل و أهم الكتب التي نعدها باستمرار في : المجالات المختلفة
المصادر: ويكيبيديا، goodreads.
Like this:
Like Loading...
مقالات مشابهة لما قرأت
