1- أيام الأمازيغ
أضواء على التاريخ السياسي الإسلامي الرجل الحر النبيل، هذا هو المعنى الدقيق لكلمة أمازيجي، أو كما ينطقها ويكتبها المغاربة (أمازيغي)، وهو اسم آخر للبربر له جذور فينيقية، يُطلق على الشعوب القوية التي تمردت على الإمبراطورية الرومانية. ومن هذا الأصل جاءت كلمة الأمازيغية، وهي اللغة التي يتحدث بها البربر. ويعد حب الحرية ورفض الخضوع والجنوح نحو الثورة والتمرد، أهم وأبرز خصائص الشخصية البربرية، وهو ما جعلهم بمثابة حائط صد منيع أمام كل محاولات إخضاع المنطقة لحكم خارجي فينيقي أو إغريقي أو فارسي أو روماني أو بيزنطي. وقد كان حريًا به ـ على النهج ذاته أو من باب أولى ـ أن يصد عن المغرب الكبير جحافل الفتح العربي الإسلامي وهو ما حدث بالفعل في بداية الأمر. تُلقي المؤلفة الضوء على الدور العظيم الذي قامت به قبائل الأمازيغ المغربية في التمكين للدولة الإسلامية في إفريقيا، وعلى حركة الإحياء الإسلامي التي نشأت في القرن الخامس الهجري داخل صحراء المغرب، وتمكنها من إنقاذ الأندلس من براثن الصليبيين ومن تحقيق النصر في فترة من أحلك فترات التاريخ الإسلامي وأشدها فسادًا وانحطاطًا. بعض المقتطفات من الملخصانخدع (ابن تاشفين) بما أبداه (ألفونسو) من احترام للأعياد الدينية، لكن (المعتمد بن عباد) الذي ذاق مرارة مخادعته طويلًا قال: “ما أظن هذا الخنزير يريد إلا خديعتنا؛ فليكن الناس على استعداد له طوال نهار الجمعة “، ولقد صح ظن (ابن عباد )
كانت خطة (ألفونسو) أن يقضي أولًا على الجيش الأندلسي، الذي عرف ضعف جنوده من قبل؛ فلا يتبقى سوى جيش المرابطين، وهم غرباء عن البلاد لا يعرفون طرقها؛ فلا يصبح أمامهم سوى العودة إلى بلادهم فتسقط دويلات (الأندلس ) في قبضته دونما جهد يذكر
وهكذا أفزعت بطولات الفئة القليلة (24 ألف جندي بين فارس وراجل) الفئة الكثيرة (60 ألف فارس مدرع بالحديد)؛ فتراجعت صفوف الصليب إلى الخلف مذعورة، وانهزم جند التحالف أمام شجاعة جند الله وحرصهم على الشهادة في سبيله.
2- فاتح القسطنطينية السلطان محمد الفاتح
الطريق نحو القسطنطينية يتحدث الدكتور (الصلابي ) في هذا الكتاب عن فاتح (القسطنطينية) وقاهر (الروم)، وعن أجداده العظام الذين عاشوا في سبيل إعلاء كلمة الله، وكيف حقق القادة الأوائل شروط التمكين في الأرض؟ وما هي المراحل التي مرت بها الدولة؟ وكيف كان فتح (القسطنطينية) نتيجة لجهود تراكمية شارك فيها العلماء والفقهاء والقادة والجنود على مر العصور؟ وما هي الصعوبات التي واجهها (محمد الفاتح) في أثناء الفتح؟ وكيف جهز جيشه ودولته لفتح (القسطنطينية)؟ بعض المقتطفات من الملخصاستمات الإمبراطور البيزنطي في الدفاع عن مدينته، وتكبد الجيش العثماني خسائر كبيرة، وسقط الشهداء، وشهدت المعركة الكثير من المواقف التي تدل على شجاعة السلطان (محمد الفاتح) ودهائه، واستطاع الجيش العثماني الدخول إلى (القسطنطينية) وفتحها بعد إصرار كبير منهم على فتحها
وبعد الفتح، توجه (الفاتح) إلى كنيسة (آيا صوفيا) وقد اجتمع فيها كثير من الناس، وطلب (الفاتح) من الراهب تهدئة الناس ودعاهم إلى العودة إلى بيوتهم، وخرج بعض الرهبان من سراديب الكنيسة، بعدما رأوا تسامح (الفاتح) وأعلنوا إسلامهم، وأمر (الفاتح) بتحويل الكنيسة إلى مسجد، وسمح للنصارى بإقامة شعائرهم الدينية، ولكنه فرض الجزية على الجميع.
كانت (القسطنطينية ) قبل فتحها عقبة كبيرة في انتشار الإسلام في (أوروبا)، ولذلك فإن فتحها يعني دخول الإسلام إلى أوروبا أكثر من ذي قبل، ويعتبر فتح (القسطنطينية ) من أهم الأحداث في تاريخ (أوروبا) وعلاقتها بالإسلام.
3- قصة التتار (من البداية إلى عين جالوت)
تاريخ المغول حتى هزيمتهم على يد قطز بين أيدينا الآن حَدَثٌ من الأحداث المهمة جدًا في تاريخ المسلمين، بل وفي تاريخ الأرض بصفة عامة، وهو حَدَثْ ظهور قوة جديدة رهيبة على سطح الأرض في القرن السابع الهجري. وقد أدَّى ظهور هذه القوة إلى تغييرات هائلة في الدنيا بصفة عامة، وفي أرض الإسلام بصفة خاصة، تلك القوة هي (دولة التتار). وقصة التتار عجيبة حقًا، عجيبة بكل المقاييس، ولولا أنها موثَّقَة في كل المصادر، وبصورة تكاد تَكُون متطابقة في كثير من الأحيان؛ لقلنا أنها خيال، أو أغرب من الخيال. القصة عجيبة لأن التغيير فيها من ضعْف إلى قوة، أو من قوة إلى ضعْف لم يأخذ إلا وقتًا يسيرًا جدًا؛ فما هي إلا أعوام قليلة جدًا حتى يُعِز الله دولة ويُذِل أخرى، ثم تمر أعوام أخرى قليلة فيذل الله -عز وجل -الأولى ويعز الأخرى. والقصة عجيبة أيضًا للمبالَغة الشديدة في الأحداث؛ فهناك مبالَغة في الأرقام في كل حَدَث، مبالغة في أعداد القتلى، وفي أعداد الجيوش، وفي أعداد المدن المنهارة، وفي مساحات البلاد المحتلة، وفي أعداد الخيانات وأسلوبها. كما أن القصة عجيبة لشدة التطابق بينها وبين واقعنا الآن. بعض المقتطفات من الملخصبدأ (ركن الدين بيبرس) في تنفيذ هذا الجزء من الخطة على صعوبته؛ فكان عليه أن يُظهر الانهزام أمام التتار، ويتراجع بظهره وهو يقاتِل، على ألا يكون هذا التراجع سريعًا جدًا؛ حتى لا يلفت أنظار التتار إلى الخطة، ولا بطيئًا جدًا؛ فتَهلَك القوة الإسلامية القليلة أثناء التراجع
نَزَلت الكتائب الإسلامية العظيمة من خلف التلال إلى ساحة المعركة، وأَسرعت فرقة قوية لتغلِق المدخل الشمالي لسهل (عين جالوت)، وبذلك في دقائق معدودات أحاطت القوات الإسلامية بالتتار إحاطة السوار بالمعصم.
رَفع أحد الأمراء سيفه، وأهوى بكل قوته على رقبة الطاغية المتكبر (كتبغا)، وطارت الرأس المتكبرة في أرض القتال، وسقط زعيم التتار، وبسقوطه سقطتْ كل عزيمة عند جيش التتار، وكانت نقطة فاصلة في تاريخ المغول؛ حيث توقف زحفهم وأصبح مجدهم في انحدار.
4- خلاصة تاريخ تونس
التاريخ التونسي قبل الإسلام وبعده لا شك أن حوادث العالم القديم كان يدور محورها على ضفاف البحر المتوسط، منبع الأديان وأصل التاريخ. وقد نشأ على سواحل هذا البحر مصريون ويونانيون، وفينيقيون وروم وعرب. وإذا ألقى الإنسان نظرة على الخريطة، يرى بين الأقاليم المحيطة بالبحر المتوسط بلادًا صغيرة تقسم ذلك البحر إلى نصفين، وتشق حافاته ما بين المشرق والمغرب؛ وهذه المنزلة الطبيعية جعلت تلك البلاد الصغيرة -إفريقية قديمًا أو القطر التونسي اليوم -ذات أهمية عظمى تتجلى في أبهى منظر للبحث عن أخبارها، والتنقيب عن آثارها. يحكي هذا الكتاب تاريخ تونس وأدواره الرئيسية الأربعة: القرطاجني، والروماني، والبيزنطي، والإسلامي، كما يحكي دور الإسلام في عهد الأمويين والعباسيين والفاطميين، ثم الدولة العثمانية والدولة الحسينية. بعض المقتطفات من الملخصكان سكان (قرطاجنة) -قرطاج حاليًا- من البربر، وهم قبائل منتتشرة في البلاد، لا حضارة لهم، حياتهم في غاية البساطة، مساكنهم الأكواخ، ويعملون بالصيد، أو شيء من فلاحة الأرض، وتربية المواشي.
كان نظام الحماية الرومانية أشبه بنظام حكومة الحماية الفرنسية في المملكة التونسية؛ حيث عين الرومان حاكمًا يتولّى إدارة شئون البلاد، أما الإدارة المدنية؛ فكانت بأيدي أهالي ومشايخ البلد، وكان الاستعمار الروماني يرسل عساكر إلى الأراضي لاستعمارها واستثمارها.
على الجانب الديني، انتشرت الديانة المسيحية في أول عهد القياصرة، وانتشرت بسرعة بين طبقات الأمة، خصوصا الوسطى- لاحتوائها على مبادئ المساواة والعدالة – وكان الرومان وقتها يعبدون الأصنام؛ فحاربوها حتى سنة 330 بعد الميلاد حين اعتنقها الإمبراطور (قسطنطين) الأكبر، وجعلها الديانة الرسمية للدولة