1- أنا ملالا بقلم ملالا يوسفزي
(ملالا يوسفزي) ناشِطَة باكستانية اِشتَهَرت بِدِفاعِها عن حقوق الإنسان، خاصَّةً التَّعلِيم وحقوق المرأة. ولقد بدأت (ملالا) بالتحدث عن حقوق التعليم منذ سن صغيرة؛ ففي عام 2009م، وحين كانت (ملالا) في سن الثانية عشر، قامت بنشر العديد من التدوينات لقناة (بي بي سي) عن تَفاصِيل حياتها تحت سَيطرةِ (طالبان)، وسعيهم لحظر تعليم الفتيات، وإغلاق مدارسهن، بل وتدميرها بالمدافع، وقد وافقت على القيام بهذا الدور على الرغم مما فيه من خطر محدق عليها، وعلى أسرتها.
وبعد انتِهاء مُذكرات (ملالا) على (بي بي سي)، قام مُراسل صَحِيفة (نيويورك تايمز) (آدم إليك) بتصوير فيلم وثائِقيّ عَن حياتها؛ فذاع صِيتُها في العالم، وأُجريت معها العديد من المُقابلات التِلفزيونية والكِتابية التي دافعت فيها ملالا بشكل علني عن حقوق الفتيات بالتعليم. وبحلول عام 2012م، كانت (ملالا) تُخطط لإنشاء مؤسسة ملالا للتعليم، والتي تهدف لمساعدة الفتيات الفقيرات للذهاب للمدرسة، ولكن بازدِياد شُهرة (ملالا)، ازدادت المَخَاطِر التي تواجهها، ووصلها العديد من تهديدات القتل التي تُرجِمَت إلى أرض الواقع في يوم الثلاثاء الموافق 9 أكتوبر 2012م؛ حين قامَ شخصٌ مُسلحٌ مِن (طالبان) بإطلاق الرصاص على رأس (ملالا) أثناء عودتها للبيت في حافلةِ المدرسة؛ مما أدى إلى إصابتها بإِصَابات بالغة؛ فبقيت فاقِدةً للوعيّ طوال الأسبوع الَّذِي تَلَى الهُجوم، ولكن تَحسنت حالتها بشكلٍ كافٍ – لاحقًا – ليتم نقلها إلى مستشفى (الملكة إليزابيث) في (إنجلترا)؛ مِن أجل إخضاعها لإعادة تأهيل شاملة.
ولقد بررت (طالبان) محاولة اغتيالها لـ (ملالا)؛ بكونها تدافع عن العلمانية، وبأن الشريعة أمرت بقتل حتى الأطفال إذا انتقدوا الإسلام على حد قولهم! ولقد أثارت مُحاولة الاِغْتِيال موجة من الدعم الوطني والدَوليّ لـ (ملالا)؛ حيثُ أدانته كل من السلطات الباكستانية والعالمية، ونُظمت الاِحتِجاجات ضِدَّ الحادِثة، وأطلق 50 رجل دين مُسلم في (باكستان) فَتوَى تُدِينُ الأشخاص الذين حاولوا قَتل (ملالا)، كما ساهمت الحادثة في نجاح توقيع أَكثرُ مِن 2 مليون شخصٍ على عرِيضةٍ للمُطالبة بحقّ التَّعليم للأطفال، الأمر الذي أدى للمُصادقة على أول قانونٍ لحقوقُ التَّعليمِ في (باكستان). ولقد نالت (ملالا) العديد من الجوائز العالمية أهمها جائزة نوبل للسلام، ولكنها نالت أيضًا نصيبها من النقد والهجوم والاتهامات بالعمالة والجاسوسية والعلمانية. وفي هذه المذكرات، تذكر (ملالا) حِكايتها، وحِكاية بلدها، ومُحاولة اغتيالها، ودورها في الانتصار لحق الفتيات في التعليم، وتحدي الجهل والتخلف. 2- قصة حياتي العجيبة بقلم هيلين كيلر
(هيلين كيلر) أديبة ومحاضرة وناشطة أمريكية، أصيبت في صغرها بالتهاب الرأس أو الحمى القرمزية؛ مما أدى إلى فقدانها السمع والبصر تماماً. بدأت (هيلين) حياتها العلمية مع الأطفال المشابهين لحالتها، وكانت على علاقة وطيدة معهم، ولكنها كانت واعية لاختلافها عن الآخرين؛ حيث أدركت أنهم يمكنهم تحريك فمهم من أجل التواصل والتعامل مع بعضهم البعض؛ لذا حاولت التحدث مرارًا، ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل؛ مما أدى إلى دخولها في حالة غضب شديدة وعنيفة؛ لذا قرر والداها إيجاد معلم خاص لها، وجاءت المعلمة المتخصصة (آن سوليفان) التي استطاعت الاقتراب من الفتاة، وساهمت بدور رئيسي في تعليمها وتثقيفها؛ حيث علمتها لغة خاصة تعتمد على حركة أصابع اليد ومعاني الكلمات.
ومع التدريب تعلمت هيلين القراءة والكتابة، واستطاعت أن تنطق بعض الأصوات، وإن واجه البعض صعوبة في فهمها، كما نجحت في الدراسة نجاحًا باهرًا، وأنهت التعليم الثانوي، والتحقت بكلية (راد كليف) التي انهتها بتقدير امتياز؛ لتصير أول شخص من المكفوفين يحصل على شهادة ليسانس. وخلال سنوات التعليم الجامعي، مالت كيلر إلى الاشتراكية؛ فانضمت إلى الحزب الاشتراكي، وأصبحت ناشطة بارزة في الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية.
ولقد نشرت (هيلين) ثمانية عشر كتاباً، من أشهرها: (العالم الذي أعيش فيه)، (الخروج من الظلام)، (الحب والسلام)، بالإضافة إلى سيرتها الذاتية في كتاب (قصة حياتي العجيبة)، وقد تُرجِمَت كتبها إلى أكثر من خمسين لغة. وفي عام 1968م، توفت (هيلين كيلر) عن عمر يناهز الثمانية وثمانين عامًا. وفي هذه المذكرات، نشاهد قصة إصرار هذه الفتاة القوية التي تمكنت من قهر مصابها المزدوج؛ لتصبح ناشطة سياسية، وأديبة شهيرة، وشخصية بارزة في المجتمع، وهذا بالطبع بعون معلمتها القديرة (آن سوليفان).
3- مالكوم إكس: سيرة ذاتية بقلم أليكس هالي
(مالكوم إكس) هو داعية إسلامي، ومدافع عن حقوق أصحاب البشرة السمراء في (أمريكا). ولقد كانت حياة عائلة (مالكوم) عبارة عن سلسلة من النكبات؛ فقد اُحرِقَ منزله، وقُتِلَ أبوه وأربعة من أعمامه على يد العنصريين البيض؛ فوجدت والدته نفسها مسئولة عن إعالة ثمانية أطفال؛ مما دفعها للعمل كخادمة في بعض بيوت البيض، لكنها كانت تُطرَد بعد فترة قصيرة لأسباب عنصرية، كما حجبت عنها السلطات كل الإعانات والحقوق المالية؛ مما أدى إلى إصابتها بانهيار عصبي، ودخولها إلى مصحة الأمراض العقلية، ونَقل أبنائها إلى دور الرعاية. ولقد عانى (مالكوم) من العنصرية طوال حياته؛ فتردت أخلاقه، وعاش حياة التسكع والتطفل، وبدأ بشرب الخمر، ولعب القمار إلى أن وصل به الأمر لتعاطي المخدرات والاتجار فيها، ومن ثَمَ سرقة المنازل والسيارات، حتى وقع هو ورفاقه في قبضة الشرطة، وأُصدِر بحقه حكمًا مبالغًا فيه بالسجن لمدة عشر سنوات، بينما لم تتجاوز فترة السجن بالنسبة للبيض خمس سنوات.
وفي السجن، تأثر (مالكوم) بأحد السجناء الذي كان يتكلم عن الدين والعدل؛ فزعزع بكلامه ذلك الكفر والشك من نفس (مالكوم)؛ مما قاده إلى اعتناق الإسلام؛ فتحسنت أخلاقه، وسمت شخصيته، وأصبح يشارك في الخطب والمناظرات داخل السجن للدعوة إلى الإسلام. ثم أنضم (مالكوم) إلى حركة (أمة الإسلام) التي أسسها رجل مدعي للنبوة يُسَمَى (إليجا محمد)، ولقد كان لهذه الحركة مفاهيم مغلوطة، وأسس عنصرية منافية للإسلام رغم اتخاذها له كشعار؛ حيث اعتبرت أن البيض ليسوا إلا شياطين تحكم الأرض، وأن الله هو إله للسود وحسب. ولقد تبنى (مالكوم) أفكار هذه الحركة، وصار من أشد دعاتها، بل وأصبح متحدثًا إعلاميًا لها،
ولكن وقع خلاف بينه وبين رئيس الحركة (اليجا محمد)؛ نتيجة لعدة أسباب من ضمنها الشائعات القائلة بأن (إليجا) منغمس بعلاقات جنسية غير شرعية؛ فترك (مالكوم) الحركة، وسافر في رحلة إلى (أفريقيا) و(الشرق الأوسط) أدى خلالها مناسك الحج، ولقد كانت هذه الرحلة بمثابة ولادة ثانية لـ (مالكوم)؛ حيث أدرك فيها أن الإسلام ليس دين الرجل الأسود فقط، بل هو دين كل البشرية؛ فقد رأى بمكة مئات الآلاف من المسلمين البيض والسود يرتدون لباس الحج الموحد دون تمييز، وبينهم كل أحاسيس المساواة والمحبة، وهكذا رأى الإسلام الصحيح، وأدرك ضلال المذهب العنصري الذي كان يعتنقه؛ لذا فعندما عاد إلى (الولايات المتحدة الأمريكية)، أعلن براءته من مبادئ حركة (أمة الإسلام)، وشكل جماعة جديدة سماها جماعة (أهل السنة)، وبدأ يدعو للدين الإسلامي بصورته الصحيحة التي تقضي على جميع أشكال العنصرية، ودعا إلى التعايش بين البيض والسود، وحاول تصحيح مفاهيم جماعة (أمة الإسلام) الضالة المضلة؛ مما أشعل الفتنة بينه وبين (إليجا محمد) الذي شن عليه حملة إعلامية شديدة، ولكن هذا لم يوقف (مالكوم) عن دعوته؛ فأتخذ (إليجا) قرارًا بإسكاته نهائيًا، وأرسل رجاله ليمطروه بوابل من النيران أثناء وقوفه على المنصة يخطب بالناس بمدينة (نيويورك)؛ فأصيب بست عشرة رصاصة في صدره، ولقى مصرعه على الفور.
ولقد كانت وفاة (مالكوم إكس) نقطة تحول في سير حركة (أمة الإسلام)؛ حيث تركها الكثيرون، والتحقوا بجماعة (أهل السنة)، وعرفوا دينهم الحق، كما تغيرت كثير من أفكار الجماعة نفسها، خاصةً بعد رحيل (إليجا محمد)، وتولية ابنه (والاس محمد) الذي صحح أفكار الجماعة، وجعلها أقرب إلى تيار الإسلام الوسطي، وكان كل ذلك صدى لأفكار ودعوة الداعية (مالكوم إكس). وفي هذه المذكرات، يروي لنا (أليكس هيلي) قصة حياة هذا البطل المسلم الذي ضحى بحياته في سبيل كلمة الحق.
4- ستيف جوبز بقلم والتر إيزاكسون
(ستيف جوبز) المؤسس والمدير التنفيذي ورئيس مجلس إدارة شركة (آبل). شَغَفَ (جوبز) بالإلكترونيات منذ صغره؛ فكان مولعًا بالتكنولوجيا، وطريقة عمل الآلات، وكانت أولى ابتكاراته، وهو في المرحلة الثانوية عبارة عن شريحة إلكترونية. وقد تخرج (جوبز) في مدرسته الثانوية، والتحق بالجامعة، ولكنه رسب في عامه الأول؛ فقرر ترك الدراسة، وسعى لتنمية مهاراته في مجال التكنولوجيا والإلكترونيات، وقدم ورقة بأفكاره في مجال الإلكترونيات لشركة (أتاري) الأولى في صناعة ألعاب الفيديو؛ مما مكّنه من الحصول على وظيفة بها كمصمم ألعاب، ثم حاءت نقطة التحول في حياة (حوبز) بلقائه بمهندس الحاسوب والمبرمج (ستيف وزنياك)؛ حيث قاما بعدد من التجارب اخترع خلالها (جوبز) جهاز هاتف يسمح بإجراء مكالمات بعيدة مجانية. وفي مرأب للسيارات بدآ العمل على حاسوبهما الأول، وتمكنا من تأسيس شركة (آبل) عام 1976م.
وقام (جوبز) مع شريكيه (ستيف وزنياك) و(مايك ماركيولا) وآخرون بتصميم وتطوير وتسويق واحد من أوائل خطوط إنتاج الحاسب الشخصي التجارية الناجحة، والتي تُعرَف باسم سلسلة (آبل)، ثم كان باكورة إنتاج الشركة عام 1984م في نظام (ماكنتوش) الذي كان أول نظام تشغيل ناجح بواجهة رسومية وفأرة، وهي تقنيات لم تكن معروفة من قبل، ليحقق الجهاز نجاحًا وانتشارًا كبيرين، لكن لم يكد يمضي عام على هذا الإنجاز حتى نشبت خلافات وصراعات داخلية عنيفة، انتهت بطرد (جوبز) من شركته؛ فقام بتأسيس شركة (نكست) وهي شركة تعمل على منصات العمل ذات الإمكانيات المتطورة بدلًا من الحواسيب الشخصية، ووضع من خلالها نظام برمجيات ” object oriented” الذي كان الأساس لنظام تشغيل (ماك) الحديث، كما قام – في ذلك الوقت – بشراء قسم رسوميات الحاسوب في شركة (لوكاس فيلم) ليحولها إلى شركة (بكسار) التي أصبحت بعد ذلك أحد أكبر شركات إنتاج أفلام الكرتون ثلاثية الأبعاد. وقد تعرضت شركة (نكست) للخسائر المتتالية؛ مما اضطر (جوبز) إلى إغلاقها، والتوقف عن تصنيع الكمبيوترات مكتفيًا بالبرامج، ولم تكن (آبل) تبلي بلاءً جيدًا أيضًا؛ لذا قامت بالاستحواذ على (نكست)، وأعادت (جوبز) إلى منصب المدير التنفيذي لها؛ ليحين وقت الثورة الثانية التي قام بها (جوبز) في عالم التكنولوجيا بتحويل استخدام أجهزة الكمبيوتر من الاستخدام المكتبي إلى الاستخدام المحمول، عن طريق سلسلة من المنتجات التي لاقت رواجًا كبيرًا مثل (آيبود) و(آيفون) و(آي باد).
وفي وسط هذا النجاح الهائل اكتشف (جونز) اصابته بنوع نادر من سرطان البنكرياس، ثم خضع لعملية زراعة كبد، وظل منذ ذلك الحين في عطلة مرضية أعلن خلالها عن استقالته من منصبه كمدير تنفيذي لشركة (آبل)، وانتقاله للعمل كرئيس لمجلس الإدارة، حتى توفي عام 2011م عن عمر يناهز 56 عامًا. وفي هذه الكتاب، يروي لنا (والتر إيزاكسون) قصة هذا المخترع العبقري بنجاحاته، وإخفاقاته، وعلاقاته بزملاء العمل والأصدقاء، كما يكشف عن الجانب الإنساني الضعيف والقوي في شخصيته، ويقيم تجربته بشكل كامل كقائد لمؤسسة بحجم (آبل).5- أوبرا وينفري: امرأة لا تعرف الفشل بقلم روبن واستن
(أوبرا جايل وينفري) أشهر مقدمة برامج حوارية على مستوى العالم، وإحدى أغنى نساء (الولايات المتحدة الأمريكية)، وأكثرهن شعبيةً وتأثيرًا ونفوذًا. ولدت أوبرا لأسرة شديدة الفقر؛ حيث كان والدها حلاقًا، وكانت والدتها تعمل في خدمة البيوت، ولم تعش أوبرا طفولة مستقرة أو سعيدة؛ فقد أقامت عند جدتها بعد انفصال والديها في سن صغيرة، كما تعرضت إلى التحرش والاغتصاب، وهي في الثانية عشرة من عمرها على يد أحد اقاربها؛ مما أدى إلى حملها، وقد توفى مولودها بعد ولادته بساعات قليلة، وحُرِمَت (أوبرا) بعدها من نعمة الأطفال، ولكن كل هذه الظروف العصيبة لم تستطع هزيمة (أوبرا) التي كافحت واجتهدت حتى تمكنت من الحصول على منحة تعليمية للدراسة في جامعة (تينيسي)، وقد كانت من أوائل الطلاب الأمريكيين من أصل أفريقي في الجامعة؛ مما سبب لها صعوبات عديدة، ولكنها تخطتها، ونالت درجة البكالوريوس في الفنون المسرحية، كما فازت بلقب ملكة جمال الفتيات السود.
وقد بدأت حياتها كمراسلة لإحدى الإذاعات المحلية، ثم انتقلت إلى التلفاز؛ حيث بدأت بتقديم نشرات الأخبار، ولكن مدير القناة قام بطردها؛ لأنها تصبح عاطفية في تغطية الأحداث، ولكن رب ضارة نافعة؛ فهذا الطرد قد دفعها إلى تقديم برنامجها الخاص (عرض أوبرا) الذي أشتهر في أميركا والعالم بأكمله، وحقق لها نجاحًا ساحقًا قلما تحقق لامرأة. وهكذا ولدت (أوبرا) من رحم المعاناة والفقر والظروف العصيبة؛ لتعطي الجميع درسًا في كيفية تخطي الصعاب والمحن، وتذليلها لتحقيق النجاح في النهاية. وفي هذا الكتاب، تتحدث (روبن واستن) عن حياة هذه المرأة القوية التي حولت كل أزمة في حياتها إلى انتصار لتصبح (أوبرا) المرأة التي لا تعرف الفشل.6- اثنا عشر عامًا من العبودية بقلم سولمون نورثوب
(سولمون نورثوب) هو مواطن أمريكي تعرض للرق والعبودية القصرية لمدة امتدت إلى 12 عامًا. ولد (سولمون) عام 1808م، وكان يعمل كنجار، وعازف كمان، ويعيش مع زوجته وابنتيه في (نيويورك). وفي عام 1841م، عرض عليه رجلان فرصة عمل كموسيقي لمدة أسبوعين؛ فوافق على عرضهم، ولكنهم قاموا بتخديره، واختطافه، واستيقظ (سولمون) وهو مقيد بالسلاسل، وعلى وشك البيع كعبد في إحدى المزارع في ولاية (لويزيانا)، لتبدأ رحلة المعاناة لأثني عشر عامًا من الذل والمهانة ومحاولات الهروب الفاشلة، حتى نجح (سولمون) في الحصول على حريته في النهاية، وعاد إلى عائلته، وقام بتأليف سيرته الذاتية في كتاب “اثنا عشر عامًا من العبودية” الذي يحكي فيه تفاصيل اختطافه، وبيعه في سوق النخاسة، والظروف الفظيعة التي عاش خلالها العبيد السود في ذلك الوقت، ولكن بعد ذهابه في جولة ترويجية لكتابه، لم يعد (سولمون) مطلقًا إلى أسرته. وتنقسم آراء المؤرخين في شأن اختفائه بين كونه اختُطف، وبيع ثانية كعبد، أو كونه قد توفي لأسباب طبيعية، وأنا أتمنى أن يكون الرأي الثاني هو الصحيح؛ ففكرة رجوع (سولمون) مجددًا للعبودية تمثل كابوسًا مفزعًا.7- هوس العبقرية: الحياة السرية لماري كوري بقلم باربارا جولد سميث
(ماري سكوودوفسكا كوري) عالمة فيزياء وكيمياء بولندية المولد، وهي أول امرأة تحصل على جائزة (نوبل)، والوحيدة التي حصلت عليها مرتين، وفي مجالين مختلفين؛ فقد اكتشفت مع زوجها (بيار كوري) عنصري (البولونيوم) و(الراديوم)؛ ليحصلا مشاركةً على جائزة (نوبل) في الفيزياء، ثم نجحت (ماري) بفصل عنصر (الراديوم)، وعملت على دراسة طبيعة ومركبات هذا العنصر الهام؛ مما مكنها من الحصول على جائزة (نوبل) أخرى في الكيمياء. وكانت (ماري) أول امرأة تتبوأ رتبة الأستاذية في جامعة باريس، وهي أول من وضع نظرية للنشاط الإشعاعي، كما ابتكرت تقنيات لفصل النظائر المشعة، وأجريت تحت إشرافها أول دراسات لمعالجة الأورام باستخدام النظائر المشعة، كما أسست معهد (كوري) الذي أصبح أحد أهم مختبرات الأبحاث الرئيسية في النشاط الإشعاعي.
وكان لـ (ماري) دور كبير خلال الحرب العالمية الأولى؛ فقد قامت بتجهيز 20 عربة أشعة، و200 وحدة أشعة للمستشفيات الميدانية في أول أعوام الحرب؛ مما ساهم في علاج أكثر من مليون جندي جريح كما قامت بإنتاج إبر جوفاء تحتوي على “فيض الراديوم”، وهو غاز مشع عديم اللون ينبعث من (الراديوم)، عُرِفَ لاحقًا باسم (الرادون)، ويتم استخدامه لتعقيم الأنسجة المصابة. وقد توفيت (ماري كوري) عام 1934م؛ بسبب إصابتها بمرض فقر الدم اللا تنسجي الناجم عن تعرضها الزائد عن الحد للعناصر المشعة، ودُفِنَت إلى جوار زوجها (بيير)، ولكن في عام 1995م، نُقِلَت رفاتهما إلى “مقبرة العظماء” في (باريس)؛ تكريمًا لإنجازاتهما العلمية، لتصبح (ماري) هي المرأة الوحيدة التي يتم تكريمها بهذه الطريقة. ولقد تم تناول السيرة الذاتية لـ (ماري كوري) في عشرات الكتب، اخترنا لك منها كتاب (هوس العبقرية) لـ (باربارا جولد سميث) الذي يروي لنا قصة هذه المرأة العبقرية التي لم يقتصر تأثيرها على الفيزياء والكيمياء، وإنما كان لها – أيضًا – تأثيرها العميق في المجال الاجتماعي؛ فلتحقيق إنجازاتها العلمية، كان عليها أن تتغلب على الحواجز التي وضِعَت في طريقها لا لشيء سوى لكونها امرأة وأجنبية.
8- أينشتاين حياته وعالمه بقلم والتر إيزاكسون
(ألْبِرْت أينْشتاين) عالم فيزياء ألماني المولد سويسري وأمريكي الجنسية، اُشتُهِرَ لوضعه النظريتين: النسبية الخاصة والنسبية العامة الشهيرتين اللتين كانتا اللبنة الأولى للفيزياء النظرية الحديثة؛ فلقد أدت استنتاجاته المبرهنة إلى تفسير العديد من الظواهر العلمية التي فشلت الفيزياء الكلاسيكية في إثباتها. وحاز اينشتاين على جائزة (نوبل) في الفيزياء عن ورقة بحثية عن التأثير الكهروضوئي، ضمن ثلاثمائة ورقة علمية أخرى له في تكافؤ المادة والطاقة وميكانيكا الكم وغيرها. ومن أعظم إنجازاته اكتشافه لموجات الجاذبية التي لا يمكن رؤيتها، ولكن يُستَدَل عليها من آثارها التي تظهر بأكبر شكل ممكن في حركة الأجرام الضخمة في الفضاء. ولكن لم يكن (أينشتاين) معفيًا من الخطأ؛ فقد آمن باستحالة قياس السرعة اللحظية للجسيمات متناهية الصغر، والتي تهتز عشوائيًا في مختلف الاتجاهات بما يُعرَف باسم “الحركة البراونية”، لكن بعد قرن من الزمان، تمكن عالم يدعى (مارك رايزن) من تفنيد هذه المقولة عمليًا؛ حيث استطاع قياس السرعة اللحظية لتلك الجسيمات.
كما قام (أينشتاين) باستبعاد قدرة العلماء علي شطر الذرة بتصويب القذائف البروتونية، واصفًا إياهم بالذي يسدد بالليل نحو العصافير في بلد ليس فيه إلا قلة من العصافير، وهذا ما دحضه (فيرمي) ورفاقه بعد 10 سنوات، حينما شطروا الذرة، وصنعوا القنبلة النووية. وقد توفى (أينشتاين) عام 1955م، وحُرِقَ جثمانه، ونُثر رمادهُ في مكان غير معلوم، وإن كان قد تم التحفظ على دماغه عند الطبيب الشرعي (توماس هارفي) الذي قام بتشريح جثته. وقد تختلف مع (اينشتاين) في أرائه الدينية أو السياسية، خاصةً في دعمه لبناء وطن يهودي في (إسرائيل)، إلا أنك لا تستطيع إنكار مدى عبقريته الفذة، وإسهاماته العلمية الفائقة. وفي هذا الكتاب، يتحدث (والتر إيزاكسون) عن حياة (اينشتاين)، ونظرياته العلمية، وآرائه السياسية والدينية، وعلاقته بالقنبلة الذرية والنظام النازي و(إسرائيل).9- حياة بلا حدود بقلم نيك فيوتتش
(نيكولاس جيمس فيوتتش) هو مبشر مسيحى، ومحاضر متنقّل، ومؤسس منظمة “الحياة بدون أطراف”. ولد (نيك) وهو يعاني من متلازمة “نقص الأطراف الأربعة”، وهي متلازمة نادرة الوجود يعاني المصاب فيها من فقدان الأذرع والأرجل كافّة. وكان (نيك) من أوائل الأشخاص الذين طُبّق عليهم القانون الجديد بالسماح للمصابين بتشوهات خلقية بالالتحاق بالمدارس العام؛ لذلك فقد عانى كثيرًا من السخرية والتنمر طوال طفولته؛ مما أدى إلى إصابته بالإحباط، وتعرضه لحاله نفسية سيئة قادته إلى التفكير بالانتحار، ليحاول إغراق نفسه، وهو في العاشرة من عمره، ولكنه عدل عن قراره، وآمن -في نهاية المطاف – بحتميّة تعايشه مع إعاقته، وساعده على ذلك إيمانه بالله، ووقوف عائلته وأصدقائه بجواره، وهكذا قرر (نيك) تحدي اعاقته، ونجح في فترة قصيرة – رغم عدم امتلاكه إلا أصابع قدمه الصغيرة الظاهرة من أسفل جذعه من الجهة اليسرى – من تعلم كيفية العناية بمظهره، والحلاقة، وتصفيف الشعر، وتنظيف الأسنان، والردّ على الهاتف، كما تعلم الكتابة، واستخدام الحاسوب، والطباعة عليه، والسباحة، ورمي كرات التنس، والعزف على الطبول.
وفي سن 17عامًا، أسسّ منظمته غير الربحية ” الحياة بدون أطراف”، وقدم من خلالها خطابات في أماكن مختلفة من العالم، دعا فيها إلى التعايش مع الإعاقة، وبث الأمل في النفس، والعيش بإيجابية بعيدًا عن الاحباط واليأس، ضاربًا بنفسه المثل ليثبت للناس قدرتهم على فعل المستحيل. وفي هذه المذكرات، يتحدث (نيك) عن تجربته، وكفاحه في تحدي إعاقته، وكيف تمكن من تحويل مأساته الشخصية إلى حافز للنجاح. 10- تاريخي الموجز بقلم ستيفن هوكينج
(ستيفن ويليام هوكينج) من أبرز علماء الفيزياء النظرية على مستوى العالم. درس في جامعة (أكسفورد)، وحصل منها على درجة الشرف الأولى في الفيزياء. وقد عاني أثناء عامه الأخير في (أكسفورد) من خراقة متزايدة؛ حيث السقوط على الدرج، والصعوبات عند التجديف، ثم تفاقمت المشاكل، وأصبح كلامه مدغم قليلًا، وقد لاحظت أسرته هذه التغييرات عند عودته للمنزل، وباشروا بإجراء الفحوصات الطبيّة عليه، وجاء التشخيص بإصابته بمرض “التصلب الجانبي الضموري”، وتنبأ له الأطباء – في ذلك الوقت – أنه لن يعيش لأكثر من سنتين. ومنذ ذلك الحين، تدهورت قدراته البدنية، وتدهور كلامه، وخسر ببطء قدرته في الكتابة حتى أصابه الشلل التام، ولكن هذا لم يوهن من عزمه، ولم يهزمه؛ فاستمر في عمله من كرسيه المتحرك، وأصبح قُدوةً في التحدي والصبر ومقاومة المرض، وإنجاز ما يعجز عنه الأصحاء؛ حيث قام بوضع العديد من النظريات والأبحاث في علم الكون، وفي التسلسل الزمني، وفي العلاقة بين الثقوب السوداء والديناميكا الحرارية؛ لينال احترام الجميع، ويصبح واحدًا من ألمع علماء الفيزياء النظرية في العالم،
كما قام بتأليف العديد من الكتب أشهرها كتاب (تاريخ موجز للزمن) الذي بسّط فيه نظريات الفيزياء بشكل يمكن للإنسان العادي فهمه، وقد حقق الكتاب مبيعات كبيرة، وشهرة عالمية. ولم يتوقف نشاطه على الجانب العلمي والفكري، بل كان له نصيبه أيضًا من الأنشطة الاجتماعية والخيرية والسياسية؛ حيث دعم أبحاث الخلايا الجذعية، وطالب بتطبيق نظام رعاية صحية شامل يكفل الحماية المالية لجميع المواطنين، وشارك في مظاهرات ضد الحرب على (العراق)، ودعى إلى مقاطعة الأكاديميين لـ (إسرائيل)، وناصر الحملات المطالبة بنزع الأسلحة النووية. ولقد توفي (ستيفن هوكينج) في منزله في (كامبريدج) يوم 14 مارس عام 2018م، عن عمر يناهز 76 عامًا، وبعد مرور أكثر من خمسين عامًا على التاريخ الذي تنبأ الأطباء بوفاته فيه. وفي هذه المذكرات، يروي لنا (هوكينج) رحلته منذ صباه في لندن عقب الحرب العالمية الثانية وصولًا إلى سنوات نجاحه، وشهرته العالمية.وهنا تنتهي رحلتنا القصيرة في عالم هؤلاء الأشخاص الاستثنائيين، الذين زرعوا بذور ثمارهم في هذه الحياة رغم جفاف تربتها وقسوتها، ولكنه الإنسان الذي نفخ الله فيه من روحه؛ فأصبح قادرًا على اجتراح المعجزات.