مدونة تطبيق انجز كتاب

اهم كتب السير الذاتية في المجال السياسي – ١١ كتاب نرشحها لك لأشهر الشخصيات السياسية

في هذا المقال نستعرض أهم السير الذاتية للسياسيين بمختلف توجهاتهم، وميولهم، وأفكارهم؛ فمنهم الثوري والشيوعي والرأسمالي والصهيوني والمفكر الإسلامي، ومنهم شخصيات عظيمة انتشلت بلادها من الضياع، مثل (مانديلا) و(بيجوفيتش) و(مهاتير محمد)، وآخرين سيلعنهم التاريخ إلى أبد الآبدين، لكننا مازلنا نحتاج للقراءة عنهم؛ لنفهم ما الذي كون مثل هذه الشخصيات المريضة، وما الذي كان يدور في عقولهم حين فعلوا ما فعلوه من ظلم ووحشية واعتداء وقتل. ما الذي كان يدور في ذهن (هتلر) حين أمر بقتل مئات الآلاف من البشر؟ وما هي مبررات (جولدا مائير) في نهب أرض (فلسطين)، وقتل آلاف الأبرياء؟ إنك ستقرأ التاريخ من يد صانعيه، وليس معنى ذلك أن تسلم بصدق كل ما تقرأ، بل على العكس يجب عليك الحذر؛ فالسير الذاتية غالبًا ما تطغى عليها الميول والمشاعر الشخصية، والايدولوجيات السياسية، ومحاولات تجميل الذات، وتبرئة النفس من كل خطأ؛ لذا فكن حذرًا. 

1- كتاب “سيرة ذاتية وأسئلة لا مفر منها” بقلم علي عزت بيجوفيتش 

(علي عزت بيجوفيتش) أول رئيس لجمهورية (البوسنة والهرسك)، والذي يمتلك تاريخًا طويلًا من النضال السياسي؛ فقد كان معارضًا بارزًا في عهد (تيتو) الشيوعي؛ مما تسبب في اعتقاله لعدة سنوات، كما قاد شعبه خلال سنوات الحرب الرهيبة على بلاده في التسعينات؛ حيث تولى رئاسة جمهورية (البوسنة والهرسك) من عام 1990م، وحتى توقيعه على اتفاقات (دايتون) للسلام في أواخر عام 1995م والتي أنهت الحرب، ووضعت أسس تشكيل “مجلس الرئاسة البوسني” الذي يضم المسلمين والصرب والكروات، والذي أصبح (بيجوفيتش) عضواً فيه منذ عام 1996م، وحتى استقالته عام 2000م؛ بسبب اعتلال صحته وتقدمه في العمر. وكان (بيجوفيتش) فيلسوفًا إسلاميًا، وقارئًا نهمًا، وقد قام بتأليف عدة كتب أهمها (الإسلام بين الشرق والغرب) و(هروبي إلى الحرية) الذي كتبه خلال وجوده في السجن. وفي هذا الكتاب الذي يعد من اهم كتب السيرة الذاتية علي الاقل بالنسبة للعالم العربي، يتحدث (بيجوفيتش) عن نشأته، وشبابه، وفترات سجنه، وإنشائه لحزب (العمل الديمقراطي)، وذكرياته مع الحرب وويلاتها، واتفاقية السلام وكواليسها، ونتائجها. كل هذا وأكثر تجدونه في هذه السيرة الذاتية الشيقة لرجل استحق احترام العالم بأكمله.  

2- رحلتي الطويلة من أجل الحرية بقلم نيلسون مانديلا 

(نيلسون مانديلا) هو أول رئيس داكن البشرة لـ (جنوب أفريقيا)، ولقد ثار (مانديلا) طوال حياته ضد التفرقة العنصرية في (جنوب أفريقيا)؛ مما أدى إلى إلقاء القبض عليه مراراً وتكراراً حتى أُدين بالتخريب، والتآمر لقلب نظام الحكم، وحكمت عليه المحكمة بالسجن مدى الحياة. وبالفعل مكث (مانديلا) 27 عاماً في السجن نشأت خلالها حملة دولية مارست كل الضغوطات من أجل إطلاق سراحه، وهو ما تحقق عام 1990م، وخرج (مانديلا) من السجن ليصير بعدها رئيسًا لحزب (المؤتمر الوطني الأفريقي)، ولقد كانت (جنوب أفريقيا) حينها على شفا الحرب الأهلية؛ مما أجبر رئيسها (دي كليرك) على الاستجابة لمطالب المعارضة – تحت قيادة (مانديلا) – بإلغاء الفصل العنصري، وإقامة انتخابات متعددة الأعراق. وبالفعل أُقيِمَت الانتخابات، وفاز حزب (المؤتمر)، واُنتُخِبَ (مانديلا) رئيساً، وشَكَّل حكومة وحدة وطنية، وأسس دستورًا جديدًا، وأنشأ لجنة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان التي حدثت في الماضي، وتصدي للعنصرية المؤسساتية، وعدم المساواة، وعمل على تشجيع الإصلاح الزراعي، ومكافحة الفقر، وتوسيع نطاق خدمات الرعاية الصحية. ولقد رفض (مانديلا) الترشح مجددًا بعد انتهاء ولايته، وركز على العمل الخيري من خلال (مؤسسة نيلسون مانديلا). وعلى الرغم من أن حياة (مانديلا) قد أثارت الكثير من الجدل؛ حيث شجبه اليمينيون، وانتقدوا تعاطفه مع الإرهاب والشيوعية إلا أنه قد تلقى الكثير من الإشادات الدولية؛ لموقفه المناهض للاستعمار والفصل العنصري؛ حيث تلقى أكثر من 250 جائزة عالمية، منها جائزة (نوبل) للسلام عام 1993م. وفي هذه المذكرات، يتحدث (مانديلا) عن حياته بالكامل؛ طفولته، وشبابه، وكفاحه السياسي، كما يبرز المراحل النضالية التي خاضها شعبه ضد سياسة التمييز العنصري. 

3- مذكرات جيفارا بقلم أرنستو تشي جيفارا

(أرنستو تشي جيفارا) ثوري ماركسي أرجنتيني المولد، وهو طبيب وكاتب وقائد عسكري ورجل دولة وشخصية رئيسية في الثورة الكوبية، بل إنه أصبح رمزاً للثورة في كل مكان. ولقد كانت نقطة التحول في حياة (جيفارا) هي ذهابه في رحلة إلى جميع أنحاء (أمريكا اللاتينية) أثناء سنته الأخيرة في الكلية؛ فقد كونت هذه الرحلة شخصيته، وإحساسه بوحدة (أمريكا الجنوبية)، وبالظلم الكبير الواقع على المزارع اللاتيني، وبالفقر المتوطن في كل مكان، والناتج من الرأسمالية الاحتكارية والاستعمار والإمبريالية. ورأى (جيفارا) أن العلاج الوحيد هو الثورة العالمية؛ لذلك انضم إلى الثورة الكوبية في حركة 26 يوليو التي غزت (كوبا)؛ بنية الإطاحة بنظام الدكتاتور (باتيستا) المدعوم من (الولايات المتحدة الأمريكية). وسرعان ما برز (جيفارا) بين المسلحين، وتمت ترقيته إلى منصب الرجل الثاني في القيادة بعد (كاسترو)؛ حيث لعب دوراً محورياً في نجاح الحملة على مدار عامين من الحرب المسلحة التي أطاحت بنظام (باتيستا). وفي أعقاب الثورة الكوبية تقلد (جيفارا) العديد من المناصب في الحكومة الكوبية الجديدة، وأسس قوانين الإصلاح الزراعي، وعمل كرئيس ومدير للبنك الوطني، ورئيسًا تنفيذياً للقوات المسلحة الكوبية؛ حيث لعب دوراً رئيسياً في تدريب قوات الميليشيات اللائي صددن غزو “خليج الخنازير” الذي دبرته (الولايات المتحدة)؛ للانقلاب على نظام (كاسترو). وفي عام 1965م غادر (جيفارا) (كوبا)؛ من أجل التحريض على الثورة في (الكونغو كينشاسا)، ومن ثَمَ في (بوليفيا)، حيث اُلقيَ القبض عليه من قِبَل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بمساعدة القوات البوليفية، وتم إعدامه. وفي هذه المذكرات، يتحدث أيقونة الثورة (جيفارا) عن تاريخه الحافل، ونضاله الثوري الذي استمر طوال حياته، وحتى لحظة إعدامه.

4- مذكرات كيسنجر بقلم هنري كيسنجر 

(هنري ألفريد كيسنجر) سياسي أمريكي ألماني النشأة، غادر أهله (ألمانيا)، ولجئوا إلى (الولايات المتحدة الأمريكية) عام 1938م؛ هربًا من النازيين. وحصل (كيسنجر) على الجنسية الأميركية عام 1948م. ولقد أصبح مستشارًا للأمن القومي في عهد الرئيس (ريتشارد نيكسون)، ثم شغل منصب وزير الخارجية في عهد الرئيس (جيرالد فورد) منذ عام 1973م وحتى عام 1977م؛ حيث لعب دورًا بارزًا في السياسة الخارجية للــ (الولايات المتحدة) خلال فترة من أهم فترات التاريخ المصري، والتي شهدت حدوث النكسة، وحرب أكتوبر، ومفاوضات السلام التي انتهت بإتفاقية (كامب ديفيد) عام 1978م. وفي عام 1983م عيّنه الرئيس (رونالد ريغان) رئيسًا للهيئة الفيدرالية التي تم تشكيلها؛ لتطوير السياسة الأميركية تجاه (أميركا الوسطى)، ثم عيّنه الرئيس (جورج بوش الابن) رئيساً للجنة المسؤولة عن التحقيق في أسباب هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وهكذا يمكن القول بأنه رجل كل العصور. وفي هذه المذكرات، يتحدث (كيسنجر) عن أهم الأحداث السياسية التي عاصرها، كالحرب الباردة، وفضيحة (ووترجيت)، وما حدث في (تشيلي) و(فيتنام)، كما يتحدث بالتفصيل عن أزمة الشرق الأوسط وحرب أكتوبر، وهو الجزء الذي أبرز شخصيته الصهيونية بكل وضوح. كل هذا وأكثر تجدونه في هذه المذكرات المثيرة للثعلب والداهية الأمريكي (هنري كيسنجر). 

5- قرارات مصيرية بقلم جورج دبليو بوش

     (جورج دبليو بوش) هو الرئيس الثالث والأربعين لـ (الولايات المتحدة الأمريكية)، تولى الرئاسة عام 2001م، وبعد ثمانية أشهر وقعت هجمات 11 سبتمبر، والتي استغلها (بوش) أسوأ استغلال؛ ففي الداخل أقر العديد من الإجراءات التعسفية والمتعدية على الحريات والخصوصية، والتي لم يكن ليُسمَح بها أبدًا في الوضع الطبيعي، كما شهد المسلمين في عصره اضطهادًا كبيرًا، وحملات اعتقالات موسعة. أما في السياسة الخارجية، فقد أطلق حملة أسماها “الحرب على الإرهاب”، وهي حملة عسكرية دولية شملت الحرب على (أفغانستان) عام 2001م، وحرب (العراق) عام 2003م، ولقد تلقى (بوش) انتقادات واسعة من جميع الأطياف السياسية الأمريكية؛ بسبب طريقة تعامله مع حرب (العراق)، وإعصار (كاترينا)، وغيرها من التحديات التي قابلته كرئيس؛ مما أدى إلى تقلص نفوذ الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه، وسيطرة الحزب الديمقراطي على “الكونغرس” في انتخابات مجلس الشيوخ عام 2006م. وفي ديسمبر 2007م، دخلت (الولايات المتحدة) في فترة ركود هي الأطول بعد الحرب العالمية الثانية، والتي يُشار إليها باسم “الركود الكبير”؛ مما دفع إدارة (بوش) للحصول على موافقة “الكونغرس” لإقرار برامج اقتصادية متعددة تهدف للحفاظ على النظام المالي للبلاد. ويُعتَبَر (بوش) من أقل الرؤساء الأمريكيين شعبية؛ حيث حصل على إحدى أدنى درجات الموافقة الرئاسية المسجلة عام 2008م، كما نالت رئاسته إحدى أسوأ استطلاعات المؤرخين التي نشرت في أواخر عام 2010م. وفي هذه المذكرات، يتحدث (بوش) عن عمله السياسي، ونجاحاته، وإخفاقاته، وتأثره بأبيه وبالرئيس (ريغان)، كما تحدث عن تفاصيل هجمات 11 سبتمبر، وحرب (أفغانستان)، وحرب (العراق)، وفضيحة سجن (أبو غريب)، والأزمة المالية الضخمة التي تعرضت لها (الولايات المتحدة) في عهده.

6- خيارات صعبة بقلم هيلاري كلينتون  

تعتبر (هيلاري كلينتون) من أشهر الساسة الأمريكيين في الوقت الحالين ولقد عملت في “مجلس الشيوخ الأمريكي” منذ عام 2001م، وحتى عام 2009م؛ حيث دعمت العمل العسكري في (أفغانستان)، وقرار الحرب على (العراق)، ولكنها اعترضت بعد ذلك على أسلوب إدارة (جورج بوش) لحرب (العراق)، فضلًا عن اعتراضها على معظم سياسات (بوش) الداخلية. ولقد تولت منصب وزيرة الخارجية في عهد الرئيس (باراك أوباما) في الفترة من عام 2009م، وحتى 2013م؛ مما جعلها تتصدر مشهد الرد الأمريكي على ثورات الربيع العربي، ولقد أيدت التدخل العسكري في (ليبيا)، وتحملت مسؤولية الثغرات الأمنية في الهجوم على القنصلية الأمريكية في (بنغازي) عام 2012م، والذي أسفر عن مقتل أفراد من القنصلية. وبعد رحيلها عن وزارة الخارجية تفرغت لتأليف الكتب، وإقامة المناظرات حتى أعلنت عن ترشحها لانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016م، والتي خسرتها لصالح (دونالد ترامب). وفي هذه المذكرات، تتحدث (كلينتون) عن عملها السياسي الطويل، ورؤيتها، وتحليلها للعديد من الملفات الساخنة، كالربيع العربي، والأزمة السورية، والسياسة التركية، وحرب (أفغانستان)، وعلاقة (الولايات المتحدة) مع (روسيا) ودول (أمريكا اللاتينية) و(إيران) و(إسرائيل)، كما تضمن الكتاب آراءَها في بعض الشخصيات العالمية، أمثال (فلاديمير بوتين) و(محمد مرسي). 

7- مذكرات طوني بلير: مسيرة رئيس وزراء بقلم طوني بلير

     (توني بلير) هو رئيس وزراء (المملكة المتحدة) في الفترة بين عامي 1997 و2007م. ولقد لعب دورًا بارزًا في العديد من الأحداث العالمية حتى استقال من منصبه عام 2007م؛ لما لاقاه من انتقادات وهجوم من الشعب البريطاني، ومن أعضاء (حزب العمال) الذي كان يرأسه؛ بسبب اتباعه للسياسات الأمريكية؛ مما أدى إلى تكبد الجيش البريطاني لكثير من الخسائر في كل من (أفغانستان) و(العراق)، كما أصبحت (بريطانيا) – بفضل ذلك – مُهدَدَة بالهجمات الإرهابية، كتفجيرات مترو الأنفاق في (لندن). وفي هذه المذكرات يتحدث (بلير) عن حياته السياسية، وطموحاته، وتقلده لرئاسة (حزب العمال)، وصراعه مع (حزب المحافظين)، كما يدلي برأيه في أزمات الشرق الأوسط و(ايرلندا الشمالية) و(كوسوفو)، وهجمات 11 سبتمبر، وحرب (أفغانستان)، وكيف أُتُخِذَ قرار الحرب على (العراق)، وما هي دوافعه، ونتائجه، ثم يختتم مذكراته بالحديث عن تأثير عمله وضغوطاته عليه وعلى أسرته، والانتقادات التي تعرض لها، والتي أدت إلى استقالته في النهاية.

8- حياتي بقلم جولدا مائير

     (جولدا مائير) هي المرأة الوحيدة التي تولت منصب رئاسة وزراء (إسرائيل). وُلدت (جولدا مائير) في (أوكرانيا)، وهاجرت مع عائلتها إلى (الولايات المتحدة الأمريكية)؛ حيث تخرجت من كلّية المعلمين، وعملت بالتدريس، وانضمّت إلى “منظمة العمل الصهيونية” عام 1915م، ثم هاجرت إلى (فلسطين) بصحبة زوجها عام 1921م. وعملت في مختلف المهن بين اتّحاد التجارة ومكتب الخدمة المدنية، قبل أن يتمّ انتخابها في “الكنيست الإسرائيلي” عام 1949م، ثم عملت كوزيرة للعمل، ووزيرة للخارجية، ثم تولت منصب رئاسة الوزراء الإسرائيلية بعد وفاة رئيس الوزراء (ليفي أشكول) عام 1969م. ومن خلال صفحات هذه المذكرات، فإنك ستعتاد على أسلوب التدليس والكذب وقلب الحقائق، وهذا أمر لا يدعو للاستغراب؛ فهذا ديدن الإسرائيليين دائمًا. وتتحدث (مائير) في هذا الكتاب عن طفولتها، وشبابها، وهجرتها واستيطانها في (فلسطين)، وعملها السياسي والدبلوماسي، ثم تتناول حرب أكتوبر، وهزيمة (إسرائيل) المذلة، والمساعدات الأمريكية المستميتة؛ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، والانتقادات التي تعرضت لها هي، ووزير دفاعها (ديان)، ومثولهم أمام لجان التحقيق الإسرائيلية؛ مما أدى في النهاية إلى استقالتها عام 1974م.

9- كفاحي بقلم أدولف هتلر 

     (أدولف هتلر) سياسي ألماني نازي، ولد في (النمسا)، وشارك في الحرب العالمية الأولى، ثم انضم للحزب النازي، وأصبح زعيمًا له عام 1921م، ثم سُجِنَ عام 1923م؛ إثر محاولة انقلاب فاشلة. وبعد خروجه استطاع (هتلر) أن يحصل على تأييد الجماهير؛ بسبب الجاذبية التي يتمتع بها في إلقاء الخطب والدعاية. وفي عام 1933م تم تعيينه مستشارًا للبلاد؛ حيث عمل على إرساء دعائم نظام تحكمه نزعة شمولية وديكتاتورية وفاشية، وانتهج سياسة خارجية لها هدف معلن، وهو الاستيلاء على مناطق معينة؛ لتأمين الوجود لـ (ألمانيا النازية)، وضمان رخائها الاقتصادي؛ لذلك قام بغزو (بولندا) عام 1939م؛ مما أدى إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية. وعلى الرغم من نجاح (ألمانيا) ودول المحور في احتلال معظم قارة (أوروبا)، وأجزاء كبيرة من (أفريقيا) و(آسيا) خلال السنوات الثلاث الأولى من الحرب، إلا أن الغلبة في النهاية كانت من نصيب دول الحلفاء. وفي عام 1945م، نجحت جيوش الحلفاء في اجتياح (ألمانيا)؛ مما أدى إلى إقدام (هتلر) على الانتحار. وفي هذه المذكرات يقدم لنا (هتلر) سيرته الذاتية، وأهم الأفكار التي آمن بها، والتي شكلت العماد الذي قام عليه النظام النازي، كإيمانه بالتفوق المطلق للجنس الآري، وضرورة إبادة اليهود، وأحقية الدول القوية باستعمار الأمم الأضعف؛ بحجة أن الاعراق المتفوقة تستحق كل الخيرات، بل ويجب أن تستخدم الاعراق الوضيعة كما تستخدم الحيوانات على حد تعبيره! ولكن لم تكن كل أفكار (هتلر) على هذا النحو المقزز؛ فبعض أفكاره كانت منطقية ومقنعة، كقوله بأنه من الخطأ تحميل الدين أخطاء معتنقيه، وإن أي عقيدة أو فكر لا يُكتَب له النجاح ما لم يعتنقه سواد الشعب، ويبدى استعداده للنضال من اجله. وغير ذلك الكثير تجدونه في هذا الكتاب المثير الذي ربما تختلف مع كثير من أفكاره، إلا أنك – بلا شك – ستستمتع به. 

10- طبيب في رئاسة الوزراء بقلم مهاتير محمد

(مهاتير بن محمد) هو رئيس وزراء (ماليزيا) الحالي، وقد سبق له تولى رئاسة الوزراء في الفترة من 1981م، وحتى 2003م، والتي تُعد أطول فترة لرئيس وزراء في (ماليزيا). ولقد كان لـ (مهاتير محمد) دور رئيسي في تقدم (ماليزيا)؛ إذ تحولت – في عهده – من دولة زراعية تعتمد على إنتاج وتصدير المواد الأولية إلى دولة صناعية متقدمة؛ حيث يساهم قطاعي الصناعة والخدمات فيها بنحو 90% من الناتج المحلي الاجمالي، وتبلغ نسبة صادرات السلع المصنعة 85% من إجمالي الصادرات. ولقد اعتزل (مهاتير محمد) العمل السياسي عام 2003م، إلا أنه عاد مجددًا في 2018م، وأعلن عن خوضه للانتخابات العامة في (ماليزيا) ليفوز بها، ويعلن عن تشكيل الوزارة؛ ليصبح أكبر الحكام عمرًا في العالم؛ حيث يبلغ من العمر 92 عامًا. وفي هذه المذكرات، يروي لنا (مهاتير محمد) بقلم رشيق، وأسلوب منمق قصته وقصة (ماليزيا) وكيف تحولت من بلد زراعي ضعيف مستنزف خارج من استعمار بريطاني دام لعقود إلى بلد صناعي كبير يُعتبر من أكثر دول العالم النامي تقدمًا، وأكثرها استقلالًا سياسيًا عن الغرب، وأشدها اعتزازًا بهويتها الإسلامية، وكل ذلك عبر كفاح عظيم ومستمر تشارك فيه الشعب والحكومة بزعامة شخصية قيادية نابغة اسمها (مهاتير محمد).

11- قصة تجاربي مع الحقيقة بقلم غاندي

(موهانداس كرمشاند غاندي) المعروف باسم (المهاتما غاندي)، والمهاتما تعني ‘الروح العظيمة’، وهو سياسي بارز، والزعيم الروحي لـ (الهند) خلال حركة استقلالها عن (بريطانيا). ولقد آمن (غاندي) بـ (الساتياغراها)؛ أي مقاومة الاستبداد من خلال العصيان المدني الشامل، ولقد نجحت فلسفته، وأدت – في النهاية – إلى استقلال (الهند). وبدأ (غاندي) باستعمال العصيان المدني السلمي حينما كان محامياً مغترباً في (جنوب أفريقيا)، وبعد عودته إلى (الهند) قام بتنظيم احتجاجات ضد ضرائب الأراضي المفرطة، والتمييز في المعاملة، كما قاد حملات وطنية؛ لتخفيف حدة الفقر، وزيادة حقوق المرأة، وبناء وئام ديني ووطني، ووضع حد لنبذ الآخر، والسعي إلى تحقيق الاكتفاء الاقتصادي، والأهم من كل ذلك تحرر (الهند) من السيطرة الأجنبية؛ لذلك قاد (غاندي) أتباعه في مسيرات عدة؛ للاحتجاج على وجود (بريطانيا) في (الهند)، ونتيجة لهذا الكفاح الدؤوب قضى (غاندي) عدة سنوات في السجن في كل من (جنوب أفريقيا) و(الهند). ولقد عاش (غاندي) متواضعاً في ملبسه، ومنزله، وحياته، وكان يأكل أكلاً نباتياً بسيطاً، وقام بالصيام فترات طويلة كوسيلة للتنقية الذاتية، والاحتجاج السياسي. وكان يدعو إلى قول الحق مهما كانت الظروف، ونادى باحترام حقوق الأقلية المسلمة، وهو ما لم يرق للأغلبية الهندوسية، واعتبرتها بعض الفئات الهندوسية المتعصبة خيانة عظمى؛ فقررت التخلص منه، وبالفعل تم اغتياله بالرصاص في 30 يناير عام 1948م؛ ليتوفى (غاندي) عن عمر يناهز 78 عامًا. وفي هذه المذكرات، يتحدث (غاندي) عن نشأته، ودراسته في (بريطانيا)، وعمله في (جنوب أفريقيا)، ثم عودته إلى (الهند)، وكفاحه السلمي لتحريرها. 
وإلى هنا، تنتهي قائمتنا من السير الذاتية للسياسيين الأجانب، والتي راعينا أن تكون متنوعة ومختلفة التوجهات والأيديولوجيات والجنسيات.

يمكنك قراءة المزيد من سلسلة أفضل و أهم الكتب التي نعدها باستمرار في : المجالات المختلفة

المصادر: ويكيبيديا، goodreads.