نستعرض في هذا المقال “افضل الكتب عن الافكار و الفلسفة” مصحوبة بنبذة مبسطة عن كل كتاب، و امكانية قراءة ملخص كل كتاب اذا اردت معرفة المزيد عن محتواه. حرصنا علي تنوع الكتب التي تتناول “الافكار و الفلسفة” و اختيار كتب قد قرأناها بالفعل و قمنا بتلخيصها من قبل، لذلك هذه الترشيحات تمت بناءاً علي قراءة متأنية و مراجعة من فريق التحرير الخاص بالمدونة. وفي هذه المقال نستعرض لكم كتب مثل “أقدم لك التحليل النفسي”، “زلزال العقول – الجزء الأول” و غيرها.
1- أقدم لك التحليل النفسي
شرح النظرية النفسية التي وضعها (سيجموند فرويد)
التحليل النفسي هو تلك النظرية التي وضعها في تسعينات القرن التاسع عشر عالم النفس النمساوي (سيجموند فرويد) والتي غيرت مجرى علم النفس تمامًا، نتج عن تلك النظرية النفسية العديد من النظريات الأخرى التي تستهدف مختلف النواحي من بينها؛ رمزية الأحلام واللاوعي، الليبيدو أو الشهوة، الهو والأنا والأنا العليا، اللاشعور، وغيرها من النظريات النفسية التي تمكنت من شرح الكثير من الأشياء عن تلك الغابات المعقدة من المشاعر والأفكار التي تقبع داخل الانسان، وقد ساهمت تلك الأفكار ونتائجها في علاج العديد من الأمراض العقلية والاضطرابات النفسية والعصبية، وعلى الرغم من ذلك لازالت تلك النظرية تتعرض للكثير من النقد من مختلف الحركات والأفكار.
بعض المقتطفات من الملخص
تعبر الأحلام عن تلك الأشياء التي تؤثر فينا دون أن ندرك أو نشعر بذلك، وحالة اللاشعور تلك تحديدًا قد اهتم بها التحليل النفسي معتقدًا أنها ستقوده إلى فهم كثير من الأشياء حول أعماق الانسان، فهناك العديد من الوظائف التي نقوم بها بشكل عفوي ولا شعوري دون أن يضطر العقل إلى حسابتها أو التفكير فيها بعمق كالمشي والاكل والشرب وغيرهم، ولا يقتصر اللاشعور على ذلك فحسب بل يشمل كذلك الغريزة والأماني والخيالات اللاواعية والعلاقات الداخلية بين الأشياء الموجودة داخل الانسان، ويستخدم المحللون النفسيون العديد من النماذج المختلفة للتفكير في ما الذي يوجد داخل اللاشعور وتركيبه، وكذلك طريقة تأثيره على السلوك.
يبدأ التحليل النفسي بشكل أساسي من أفكار الكبت والمقاومة أي تلك الأشياء التي دفنها الشخص في أعماقه بعيد وحاول كبتها ومقاومة تذكرها أو ظهورها للسطح مرة اخرى، وينطلق المحلل النفسي من القاعدة الأساسية للتحليل النفسي ألا وهي “قل كل شيء يخطر على ذهنك” ومن خلال تلك الأشياء التي يسردها المريض تكون مهمة المحلل النفسي التوصل إلى ما يُسمى “اللاشعور” أي تلك الأشياء التي تؤثر في الشخص وتحرك سلوكياته دون أن يشعر هو بذلك، ويمكن القول أن التحليل النفسي هو العلاج عن طريق الكلام، ويختلف التحليل النفسي عن الطب النفسي والأشكال الأخرى من العلاج النفسي في أنه لا يعتمد على استخدام العقاقير بل يعتمد على التداعي الحر في الكلام الذي يتوصل من خلاله المريض والمحلل النفسي إلى العقدة التي يمكن فكها والتعامل معها ومن ثم علاجها.
وفي دراسة مبكرة أجراها معهد التحليل النفسي في (برلين) اتضح أن 60% من المرضى العُصابيين و20% من المرضى الذهانيين حصلوا على فائدة كبيرة من العلاج عن طريق التحليل النفسي، وينبع نجاح العلاج النفسي في الأساس من شعور المريض بحصوله على الدعم والتفهم ومساحة كبيرة للبوح من معالجه.
تأملات في بعض أنماط التفكير
يأتي هذا الكتاب ليعالج بالأساس منهجيات التفكير، ويسلط الضوء على زوايا دقيقة من نمط التفكير الحي الذي ينقل المجتمعات نقلات نوعية، كما يُعتبر زلزالًا لأنه يرج العقل رجًا، ويعيد ترتيب الأفكار فيه بشكل جديد، فيهذب أفكارًا، ويضيف أفكارًا، ويجتث بعض الأفكار التي لا يُصلح بها عقل تغييري. ويحتوي الكتاب على أفكار تركز على العقل وأنماط التفكير، وقد ِصيغَتْ بأسلوب سهل وشيق، وبلغة خفيفة عميقة. تمت معالجة هذه الأفكار عبر مواقف حياتية، حتى لا تنتهي علاقة القارئ بالأفكار بانتهاء القراءة لأنه سيتذكر هذه المواقف كلما تعرض لموقف مشابه، ومن ثَمّ سيتدعي الفكرة المرتبطة بالموقف بسهولة.
بعض المقتطفات من الملخص
يصعب تصنيف النقد إلى هدّام وبنّاء، لأنه –في رأيي- لا يهدم ولا يبني مشاريعًا، أو يقتل أو يطور فكرة؛ فعملية الهدم والبناء مرتبطة بالشخص أو المجموعة حاملة الفكرة الموضوعة على منصة النقد. قد يمتلئ النقد بآراء قيِّمة تبني، لكن المجموعة المتلقية له تكون متعصبة متحجرة الفكرة، فحينها تهدم مشروعها بتجاهل النقد مستمرة في إعادة إنتاج أفكارها القديمة.
الشعوب المقهورة تعيش أحلام الديكتاتوريات، التي تخيلتْ يومًا ما سجود الشعوب لها، فحققتْ الشعوب المُذْعِنَة ذلك الحلم.وإذا افتقدتْ أمة ما القدرة على الحلم؛ فستظل تعيش أحلام أمم أخرى.
توجيه السؤال إلى المفكر الاستراتيجي والمؤسسة الفكرية: “إلى متى تظل في التنظير؟!”؛ أشبه بعتاب عسكري المرور: “إلى متى تكتفي بإرشادي للطريق؟! متى تستأجر سيارة لتوصلني؟!”. إننا نعيد تعريف الفعل، فالتنظير فعل، كما أنّ التطبيق فعل، ولكل من هذين الفعلين أدواته ورجالاته واحتياجاته، فبدون نظرية عمل يختل التنفيذ، وبدون النظر يصعب تحديد ورؤية المسار.
صعود الفلسفة والفكر عبر التاريخ (جزء أول)
هذه الموسوعة هي محاولة لعرض وشرح أهم الأفكار التي توصّل إليها العقل الإنساني عبر تاريخه الطويل من أجل أن يحقق لنفسه حلم المدينة الفاضلة (اليوتوبيا ) ، وهي المكان المثالي غير الموجود والذي يتمتع بنظام أخلاقي وسياسي واجتماعي مثالي. وعبر الأزمنة أخذ الإنسان يحلم بهذه اليوتوبيا ويظن أن في إمكانه تحقيقها إذا استطاع أن يصل بعقله إلى الفكر المثالي الذي يُمَكنّه من بناء هذه المدينة الفاضلة .وفي هذا الجزء الأول من الكتاب نتناول تاريخ الأفكار من القرن السادس قبل الميلاد إلى القرن السادس عشر الميلادي والذي يشمل حقبة المفكرين ( سُقراط ، أفلاطون ، أرسطو ، سينيكا وميكافيللي ، جاليليو ونيوتن ).
بعض المقتطفات من الملخص
” الإنسان بطبيعته حيوان سياسي ” هذه الجملة من أشهر ما ما قاله أرسطو ولا زلنا نتناولها حتى الآن، وله العديد من الكتابات السياسية الهامة، ويرى أن مثالية أي نظام سياسي تُقاس بدرجة سعي الحكومة لتحقيق السعادة لمواطنيها ، والتي لا يمكن أن تتحقق إلا بتشجيع أفراد الشعب على المشاركة والإحساس بفاعليتهم ودورهم في قيادة أوطانهم.
كان ماكيافيلي أول من تعرّض بأمانة لما يحدث في كواليس السياسة فنراه يصف لنا أساليب الحكم المختلفة ومغالاة الحاكم في فرض سلطته التي قد تصل إلى حد القهر والقمع واستخدام الترهيب كأداة لبث الخوف في النفوس آخذًا بمبدأ : ” دعهم يخافوك ولا يهم إن كانوا يحبونك أو لا” الذي ما زال يُستَخدَم في بعض الدوائر السياسية حتى الآن ويُعتبَر من ركائز الحكم الديكتاتوري. ومن هنا أتى المبدأ الماكيافيلي : ” الغاية تبرر الوسيلة ” والذي يوضّح فيه كيف يمكن الحفاظ على نقاط القوة التي يصل لها صاحبها بشتَى الطرق والغايات.
اتسمّت الفلسفة الرواقية – فلسفة سينيكا – بكثير من الواقعية وعُرفت بدرجة تحمّلها وتعاملها الحكيم مع أي وضع راهن مهما بلغت صعوبته، وتمكنّت بهذا أن تنجح في التعايش مع الاضطرابات والتغيرات التي سادت هذا العصر وانتهت بالعالم القديم إلى عصور عُرفت بجمود وظلامية الفكر وهي ( العصور الوسطى) التي أصبحت فيها الكنيسة ومعتقداتها هي المرجع الأساسي لكل أنواع المعرفة وأصبح من الصعب على أحد أن ينعم بالتفكير الحر أو البوح بأي أفكار من الممكن أن تدخل به في صراع مع الفكر الديني المتزمت والسائد في ذلك الوقت.
تفسير تجمعات الجماهير وتحركها وانتمائها
في عام 1895، أصدر المؤرخ وعالم الاجتماع الفرنسي غوستاف لوبون دراسة كان لها وقع كبير في عالمي السياسة والعلم جعل عنوانها: سيكولوجية الجماهير، وقد كانت هذه الدراسة فريدة من نوعها لأن علم النفس -حديث المنشأ آنذاك- اقتصر على الفرد والنفسية الفردية. اكتسب الكتاب أهميته مع صعود الظاهرة الجماهيرية في مطلع القرن العشرين والعبادة النظرية التي أسستها لها الأيديولوجيا الاشتراكية، لا سيما بطبيعتها الماركسية التي وجدت تطبيقًا لها في الثورة البلشفية.
بعض المقتطفات من الملخص
تشكل المصلحة الفردية للفرد المحرك الأوحد تقريبًا للنشاط، فإنها لا تحدد إلا فيما ندر سلوك الجماهير، وينوه بعضهم أن المجتمع هو الذي يفرض معايير الأخلاق على الفرد.
إن تجمعات الكنيسة والجيش تعتبران جمهوران اصطناعيان يقوم تلاحمهما على إكراه خارجي (لا تؤخذ مشورة الفرد قبل الإنضمام إليها، المرء ليس حرًا بالدخول أو الخروج منه بحسب إرادته، ومحاولات الفرار تعاقب بالقسوة أو تربط بشروط محددة وصارمة ).
وضع السيد تروتر فرضيته القائلة بأن الإنسان حيوان قطيعي، وجميع الظاهرات النفسية الأساسية تنبثق عن تلك القطيعية، فالفرد يشعر أنه ناقص متى ما كان وحيدًا.
محاولات علم النفس معرفة من أين يأتي الشعور داخل الانسان؟
الشعور أو الوعي هو أحد أًصعب الأشياء التي واجهت علماء النفس والفلاسفة، فقد واجهتهم الكثير من المعضلات والمشكلات أثناء محاولات فهمه وحتى محاولات تعريفه، ومن المفارقة أن الشعور في حد ذاته هو شيء “تشعر” به لكن لا يمكنك تعريفه أو الامساك به أو وضعه في إطارات محددة، وأقصى ما يُمكن لعلماء النفس والفلسفة فعله هو طرح الأسئلة والتكهنات للتوصل إلى تعريف محدد له.
بعض المقتطفات من الملخص
لكن في نفس الوقت كان بعض علماء النفس يعتقدون أن بعض الحالات الشعورية أو الذهنية يمكن أن تكون داخلية وليس بالضرورة أن تكون ظاهرة في السلوك العام، وهذا هو ما جعل المدرسة الوظيفية تحل محل المدرسة السلوكية في علم النفس، حيث يعتقد العلماء الوظيفيون أن تلك الحالات الذهنية هي نتيجة للإدراك الحسي ولا تظهر في السلوك العام أو تؤثر فيه إلا إذا تفاعلت مع حالات ذهنية أخرى، ويمكن القول أن نظرة المدرسة الوظيفية للحالات الذهنية قد جعلتها أجزاء من العالم العلمي السببي، كما شبههتها بالأشياء العلمية غير القابلة للملاحظة مثل الذرات والجزيئات وأصغر جزئ في الذرة، وقد أدت المدرسة الوظيفية إلى تركيز علماء النفس كافة اهتمامهم على المخ وابتعادهم عن الذهن والسلوك الناتج عنه.
وقد جاءت فيزياء (نيوتن) بتفسير طموح يمكنه أن يخرج الوعي والذهن من دائرة الثنائية والمادية، فقد كانت فيزياء (نيوتن) تعترف بوجود قوى لا مادية تعمل عن بعد واكثرها شهرة هي الجاذبية، ووفقًا لـ (نيوتن) فإن “القوة الذهنية التي تنبعث من المخلوقات الحية تساعد في توجيه المادة التي في أجسامها”، ولكن مع تقهقر فيزياء (نيوتن) عادت دراسة الشعور والذهن مرة أخرى إلى (ديكارت)، لكن جاءت فيزياء الكم لـ (ألبرت آينشتين) لتطرح فكرة الاكتمال السببي بين قرارات الوعي في العالم المادي وبين حركة أجسامنا وأجسام الأشياء في العالم الواقعي.
إننا كي نتمكن من دراسة الشعور والوعي بشكل جيد علينا ألا نكتفي بدراسة ما يقوله الأفراد عن مشاعرهم بل يجب كذلك أن ندرس سلوكهم كي نفهم تأثير تلك المشاعر على سلوكياتهم وهل تتوافق مع ما يقولونه أو يعتقدونه عن أنفسهم أم لا، وتسمى تلك الدراسة علم النفس السلوكي ومن رواد هذا العلم (جون واطسون) و(فريدريك اسكينر) الذي قام بالتجربة المعروفة التي تُسمى صندوق اسكينر والتي يوضع فيها فأر في صندوق ثم يحصل على طعام في كل مرة يضغط فيها على الرافعة الموجودة في الصندوق، وقد لاحظت تلك التجربة أن الفأر سيستمر في الضغط على الرافعة حتى لو توقف الحصول على الطعام، وقد قام (واطسون) و(سكينر) بتطبيق نتيجة تلك التجربة على الانسان.