نبذة عن حياة الدكتور جلال أمين
(جلال الدين أحمد أمين) عالم اقتصاد وكاتب مصري ولد بـ (القاهرة) عام 1935م، وهو ينتمي إلى عائلة أدبية؛ فوالده هو الكاتب (أحمد أمين). تخرَّج (جلال أمين) في كلية الحقوق عام 1955م، وحصل على الماجستير والدكتوراه في الاقتصاد من جامعة (لندن). ولقد شغل منصب أستاذ الاقتصاد في العديد من الجامعات، مثل جامعة (عين شمس)، وجامعة (كاليفورنيا)، والجامعة الأميركية بـ (القاهرة)، كما عمل مستشارًا اقتصاديًا للصندوق الكويتي للتنمية خلال فترة السبعينيات. وقد توفي(جلال أمين) في الخامس والعشرين من شهر سبتمبر 2018م بعد صراع مع المرض. ويُعتَبَر (جلال أمين) من أكثر الكتّاب ثقافةً واطلاعًا، وهو يتصف بأسلوب تحليلي متميز، وإن كان يميل لنظرية المؤامرة بشكل كبير. ولقد أصدر العديد من المؤلفات في شتى المجالات، كالاقتصاد، والسياسة، والتاريخ، والأدب، وعلم الاجتماع، والتي سنتعرف على أهمها في الفقرات التالية.1- ماذا حدث للمصريين؟: تطور المجتمع المصري في نصف قرن 1945- 1995
في هذا الكتاب، يناقش (جلال أمين) التَّغيُّرات الاجتماعية والثقافية التي حدثت في حياة المصريين خلال الفترة ما بين عامي 1945 و1995م. وهو يعزو هذه التغيرات إلى ظاهرة “الحراك الاجتماعي” (وتعني انتقال الفرد أو الجماعة مِنْ طبقةٍ أو مستوى اجتماعي اقتصادي مُعَيَّن إلى طبقة أخرى أو مستوى اجتماعي اقتصادي آخر؛ بحيث يرتبط بهذا الانتقال تغيُّر في مستوى دخل الفَرْد، وقد يكون هذا الانتقال إلى أعلى أو إلى أسفل) ؛ فظاهرة “الحراك الاجتماعي” شديدة الصلة ببعض من أقوى النوازع البشرية، كالرغبة في اكتساب تقدير واحترام الآخرين، أو الرغبة في التفوق عليهم، أو إشباع الميل إلى السيطرة، أو الخوف من فقدان أيًا مما سبق،
وأضف إلى ذلك أن معدلات الحراك الاجتماعي – خلال هذه الفترة – كانت أعلى معدلات شهدتها (مصر) في تاريخها. ويحدثنا (جلال أمين) من خلال صفحات الكتاب عن الطبقة الوسطى، والتعصب الديني، والطبقية، وحال المرأة المصرية، وتفشي الثقافة الاستهلاكية وسياسة القطيع.
2- ماذا حدث للثورة المصرية؟
يضم هذا الكتاب مجموعة من المقالات التي تناقش عصر (مبارك)، وأهم مظاهر الفساد والتدهور التي سيطرت عليه، والتي أدت إلى قيام ثورة 25 يناير، مثل تفشي البطالة، وقضية التوريث، والمبالغة في خصخصة المشروعات الحكومية، واعتماد القمع والدولة البوليسية، كما يبرز (جلال أمين) المظاهر الإيجابية التي شهدها أثناء الثورة وبعدها، والتي اعتبرها بشائر لقدوم نهضة جديدة، إلا أن الأمر لا يخلو من بعض السلبيات التي تثير القلق والخوف من ألا تحقق الثورة أهدافها، كبُعد الثوار عن مركز الإدارة أو مركز صنع القرارات، والتأخر في الاستغناء عن بعض الشخصيات الفاسدة التي لا زالت تحتل مراكز مهمة ومرموقة في الدولة، وتوتر العلاقات بين المسلمين والأقباط، والخلاف المتفاقم بين التيار الديني والتيار العلماني. وفي النهاية، يبحث (جلال أمين) في كيفية تحقيق مستقبل أفضل، من خلال تطبيق عوامل النهضة الرئيسية، مثل العدالة الاجتماعية، وترسيخ الديمقراطية، والتخلص من التبعية الاقتصادية والسياسية.3- ماذا حدث للثقافة في مصر؟
يرى (جلال أمين) أن الفترة من 1914 إلى 1945م قد شهدت نهضة جبارة في الكتابة الأدبية والتاريخية، وفي مختلف أنواع الفنون كالمسرح، والسينما، والموسيقى، والغناء، والنحت، وأن المثقفين والفنانين المصريين – في تلك الفترة – قد جمعوا بين احترامهم لتراثهم، وبين تقديرهم للأساليب الغربية الحديثة؛ فأنتجوا أعمالًا خالدة لا تزال تخلب ألبابنا بجمالها حتى اليوم. أما ما ينشر حاليًا من أعمال فهو أقل إبداعًا، وأقل فصاحةً، وأضعف لغةً، وأبعد عن العقلانية، وأقل ثقةً بالنفس، وأشد ميلًا للمجاملة حتى لو تعارضت مع قول الحق.
وفي هذا الكتاب، يحاول (جلال أمين) تفسير وإيجاد أسباب هذا التدهور الأدبي الذي بدأ مع ثورة 52، ثم ازداد سوءًا مع مرور السنوات، هذا بالإضافة إلى انحدار مستوى التعليم واللغة والصحافة والإعلام. وقد وُفِّق (جلال أمين) في عرض المشكلة، وأسبابها، إلا أنه لم يقدم حلولًا لها مع الأسف.
4- قصة الاقتصاد المصري
يعرض الكتاب مراحل تطور الاقتصاد المصري خلال مائتي عام، بدايةً من عهد (محمد علي) الذي تعتبر تجربته مثالًا جيدًا على التنمية الاقتصادية المستقلة؛ حيث تمكنت (مصر) في عهده من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، ومن رأس المال؛ فلم تحتاج إلى معونات، أو قروض، أو استثمار أجنبي. ولقد نجحت تجربة (محمد علي)، حتى تم ضربها من قِبَل القوى العالمية الطامعة في خيرات (مصر)، ثم يتناول الكتاب عصر (سعيد) باشا الذي كان مندفعًا ومتساهلًا؛ مما قاده إلى التورط في الديون دون تحقيق أي تنمية حقيقية،
ثم عصر (إسماعيل) بما يحمله من مزيد من الاستدانة، ثم يأتي عصر الاحتلال (1882-1956م)، والذي خضع فيه الاقتصاد المصري لسيطرة الدائنين، وذهبت نسبة كبيرة من الإيرادات الحكومة لخدمة الديون، ورغم ذلك لم تنقص ديون (مصر) إلا بنسبة ضئيلة؛ بسبب ضياع معظم الأموال التي دفعتها في تغطية فوائد تلك الديون، ثم يناقش (جلال أمين) حال الاقتصاد المصري، ومستوى الديون الخارجية خلال عهود (عبد الناصر) و(السادات) و(مبارك)، مع بيان لأهم معايير الحكم على جودة أو سوء الأداء الاقتصادي خلال حقبة معينة.
5- فلسفة علم الاقتصاد
هذا الكتاب موجه للقاريء المتخصص وغير المتخصص على حد سواء؛ فهو يصلح كمقدمة لعلم الاقتصاد لمن لم يدرس هذا العلم من قبل، كما يصلح كنقد لعلم الاقتصاد يوضح أوجه الضعف فيه، مثل سيطرة التحيزات والمصالح الطبقية والقومية على الاقتصاد العالمي؛ حيث ينقب الكتاب عن الأهداف الحقيقية وراء النظريات الاقتصادية، والتي لا تكون دائمًا أهدافًا موضوعية أو محايدة، بل قد تكون النظريات موضوعة لخدمة البعض على حساب البعض الآخر،
كما أن النظريات الاقتصادية ليست صالحة لكل زمان ومكان؛ فهي مجرد مواقف شكلتها نظرة معينة إلى العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والحياتية، وليس هناك ما يضطر أصحاب النظرات والثقافات المغايرة إلى اعتناقها. وبالإضافة إلى ذلك؛ فإن الكتاب يقوم بشرح الأسس التي يقوم عليها علم الاقتصاد، مثل الإنتاج والاستهلاك والملكية والناتج القومي والتنمية الاقتصادية والتجارة الدولية، وتوزيع الدخل في الفكر الرأسمالي والاشتراكي، مع تحليل المنافع والأضرار لكل منهم، وقد يحتوي الكتاب على بعض المصطلحات الغامضة التي تستدعي البحث، إلا أنك مع نهايته ستبني رؤية واضحة عن علم الاقتصاد.
6- الماركسية
الماركسية هي نظرية اجتماعية اقتصادية سياسية مبنية على أفكار (كارل ماركس)، بالإضافة إلى رفيقه (فريدريك إنجلز) الذي ساعده في وضع الأسس واللبنات الأولى لنظرية “الشيوعية العلمية”. ويفسر المذهب الشيوعي التاريخ على أنه صراع الطبقات الناتج من وجود طبقة مُستّغِلّة مثل طبقة “البرجوازيين”، وطبقة مُستَغَلّة مثل طبقة “البروليتاريا”؛ مما يولد الصراع بين الطبقتين، والذي ينتهي بالقضاء على الطبقة المُستَغِلّة، وسيادة الطبقة الأخرى، وتكوين “المجتمع اللا طبقي”، أو “المجتمع الاشتراكي” الذي ينهي الملكية الفردية لوسائل الإنتاج ورأس المال، ويستبدلها بالملكية الجماعية؛ مما يقضى على مسببات الصراع الطبقي. وفي هذا الكتاب، يعرض (جلال أمين) مبادئ النظرية الماركسية؛ حيث يناقش “المادية الجدلية”، و”المادية التاريخية”، و”نظرية فائض القيمة” بشكل مبسط ورائع، بعيدًا عن التعقيدات الفلسفية والحذلقة اللغوية.7- العولمة
في هذا الكتاب، يشرح المفكر الاقتصادي الكبير د. (جلال أمين) حقيقة “العولمة”، ومخاطرها، بما تتضمنه من تهديد لسعادة الإنسان، ورفاهيته، وشعوره بالاستقرار والرضا عن نفسه، والمُستَمَد من احترام هويته وتفرده؛ حيث تؤدي “العولمة” إلى تفشي الثقافة الاستهلاكية، وانتشار ما يمكن تسميته بـ “حضارة السوق” التي تحول كل شيء إلى سلعة حتى الرياضة والفنون، كما أن “العولمة” وسيلة للغزو الثقافي، ونشر القيم الفاسدة، وسحق الفردية والهوية.
ولقد بدأت العديد من الدول في ملاحظة التأثير السلبي لـ “العولمة”، وكيف أن الانفتاح بلا ضابط على العالم قد اقترن بمثالب كثيرة، منها انتشار الرشوة ومختلف صور الفساد، وتدهور نظام التعليم، وانشغال الناس بتحقيق الربح قبل أي شيء، ومهما كان الثمن، كما أنه ليس هناك دليل قاطع على أن الانصياع لمتطلبات “العولمة” على النحو الذي تشير به نصائح صندوق النقد والبنك الدولي قد ساعد على إحداث نهضة اقتصادية أو اجتماعية، أو تحقيق تحسن في أحوال الفقراء، بل الأرجح أن العكس هو الصحيح.
وانتشار فكرة “العولمة” لا يعني كونها صحيحة؛ فقد يكون هذا الانتشار ناتجًا مما يتمتع به صاحب الفكرة من نفوذ؛ فـ “العولمة” هي بيدق في يد الدول الرأسمالية الكبرى التي تملك من الجهاز الدعائي ما يجعلها قادرة على نشر أية فكرة، وهم أكثر من نادوا بـ “العولمة”؛ لأنهم أكثر من سيستفيدون منها. كل هذا وأكثر، يناقشه (جلال أمين) في هذا الكتاب الذي يتناول كل المظاهر السلبية المتعلقة بـ “العولمة”.
8- عصر التشهير بالعرب والمسلمين
إن إضافة الاعتداء المعنوي إلى الاعتداء المادي تزيد به فرص الانتصار على الخصم؛ فإذا كان الاعتداء المادي يثير الرعب في نفس الخصم، وينهك قواه، فالاعتداء المعنوي يضعف ثقته بنفسه، ويثبط همته، كما أنه يقلل من أنصاره، ويشتت مؤيديه؛ مما يجعله أكثر ضعفًا. وما أكثر ما اقترن الاستعمار القديم والحديث بتحقير الشعوب المراد استعمارها واستغلالها، وقد اُستُخدِمَت في ذلك مختلف الحجج المجافية للمنطق والحس السليم، كالاحتجاج بفضل لون على الآخر، أو جنس بشري على سائر الأجناس، أو بتفوق ثقافة على غيرها من الثقافات، أو التعلل بعدم أهلية الشعب المُعتَدَى عليه لأن يحكم نفسه بنفسه، أو بعدم استحقاقه للحرية، أو بعدم رغبته فيها، أو بمعاداة دينه للسامية.
ولقد تَعَرّض العرب والمسلمون لما تعرّضت له سائر الشعوب التي خضعت للاستعمار الغربي، من حملات التشهير والتحقير، وأُضَيف إليها في الخمسين عامًا الماضية، حملات التشهير من جانب الصهيونية، وأبواق الدعاية الإسرائيلية، ثم زاد الأمر سوءًا في أعقاب أحداث 11 سبتمبر؛ حيث أصبح العرب والمسلمون هم أكثر شعوب العالم تعرضًا لحملات تشويه السمعة والاعتداء المعنوي. وفي هذا الكتاب، يتناول (جلال أمين) هذه الحملات الظالمة محللًا وسائلها، وأهدافها، آملًا في تقليل الآثار السلبية التي خَلَفتّها على العرب والمسلمين، من تدهور في ثقتهم في أنفسهم، وفى عدالة قضيتهم.
9- العرب ونكبة الكويت
يعتبر غزو (الكويت ) من أبرز الأحداث التي عاصرتها المنطقة العربية، والتي خَلَفَت العديد من الآثار التي مازالت سارية حتى الآن، ولقد تعددت الآراء والمواقف تجاه أزمة الخليج وفقًا لتعدد التوجهات والمصالح، وفي هذا الكتاب يرى (د. جلال أمين ) أن غزو (الكويت ) لم يكن عملًا فرديًا ناتجًا عن طموح شخص أو نظام واحد، بل هو إجراء اعتبره أصحاب المصالح الكبرى في النظام الدولي ضروريًا؛ لتحقيق مكاسب معينة في منطقة الشرق الأوسط، وقد حققت (الولايات المتحدة ) مكاسب هائلة من هذه الحرب سواء من أموال بيع السلاح، أو من الأموال التي دفعتها لها دول الخليج. ولا يعني ذلك أن (صدام ) قد اجتمع مع (بوش )، وعلى وجه كل منهما ابتسامات شيطانية؛ ليخططان لغزو (الكويت )، ولكن من الممكن أن يُدْفَع (صدام ) إلى القيام بعمل معين دون أن يكون واعيًا وعيًا تامًا بدوافعه، ونتائجه أو أن يتم تضليله؛ لتنفيذ خطة دون أن يقال له أهدافها الحقيقية،
وقد حدثت “مؤامرات ” من هذا النوع كثيرًا على مر التاريخ؛ ففي عالم تتداخل فيه مصالح الدول أكثر فأكثر ليس في وسع الدول الكبرى أن تتجاهل ما يحدث خارج حدودها، خاصةً وهي تملك الوسائل التي تمكّنها من التدخل وتحويل الأمور لصالحها مع اتساع الفجوة بين قدراتها وقدرات دول العالم الثالث الاقتصادية، والتكنولوجية، والعسكرية، وفي عالم وصلت فيه وسائل الإعلام إلى درجة عظيمة من الكفاءة في الخداع وغسيل المخ.
10- شخصيات لها تاريخ
يتناول الكتاب مجموعة من الشخصيات الشهيرة عربيًا وعالميًا، منهم السياسيين، مثل (جمال عبد الناصر)، و(أنور السادات)، و(حسنى مبارك)، و(مارجريت تاتشر)، و(ألكسندر دوبتشيك). ومنهم الأدباء والمفكرون، مثل (نجيب محفوظ)، و(يوسف إدريس)، و(محمد شكري)، و(إدوارد سعيد)، و(جورج أورويل)، و(لويس عوض)، و(أحمد أمين)، و(جمال حمدان)، و(الطيب صالح). ومنهم الفنانون، مثل (أم كلثوم)، و(محمد عبد الوهاب)، و(ليلى مراد)، و(تحية كاريوكا)، و(يوسف شاهين)، بالإضافة إلى شخصيات عامة أخرى، مثل (أحمد زويل)، و(عثمان أحمد عثمان)، وغيرهم. ويجمع (جلال أمين) بين كل هؤلاء مبرزًا مشاعره وانطباعاته وذكرياته عنهم، محاولًا جعلنا نراهم كما يراهم هو بعيني عاطفته وفكره.
11- (ماذا علمتني الحياة) و(رحيق العمر) و(مكتوب على الجبين)
وهي الكتب التي تناولت السيرة الذاتية لـ (جلال أمين)؛ حيث يحدثنا في كتاب (ماذا علمتنى الحياة) عن والديه، وإخوته السبعة، وأصدقائه، وذكرياته عن ثورة يوليو، وأيامه في الجامعة، وابتعاثه إلى (إنجلترا)، وزواجه، وعمله في (الكويت)، وسفره إلى (الولايات المتحدة)، وعمله في الجامعة الأمريكية.
كتاب (رحيق العمر)، فيمكن اعتباره الجزء الثاني من كتاب (ماذا علمتنى الحياة)؛ فهو استكمال له، ولكن ليس بمعنى أنه يبدأ من حيث ينتهي الأول، بل بمعنى أنه يسير موازيًا له؛ فهو يتناول نفس الفترة التاريخية من حياة (جلال أمين)، ولكنه لا يكرر ما سبق قوله، وكأننا بصدد شخصين يصفان حياة واحدة، ولكن ما استرعى انتباه أحدهما، واعتبره يستحق الذكر غير ما استرعى انتباه الآخر.
كتاب (مكتوب على الجبين)، فيشتمل على حكايات عن بعض الشخصيات التي قابلها (جلال أمين) خلال حياته، بالإضافة إلى وصفه للعديد من الأماكن والدول التي زارها، كما يعرض أراءه عن بعض الظواهر الاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها (مصر) والعالم.وبعد التعرف على أهم مؤلفات (جلال أمين) إليكم مجموعة من أهم أقواله:-
“إن الامتناع التام عن الشك في المسلمات قد يجعل التقدم مستحيلًا، ولكن الشك المستمر في المسلمات يجعل الحياة نفسها مستحيلة”.
“الخطأ ليس في التحيز المسبق، بل في أن تسمح لتحيزك المسبق بأن يؤثر في حكمك؛ فلا ترى ما لا تحب أن تراه مع أنه موجود، أو أن تري ما ليس بموجود لمجرد أنك تريده أن يكون موجودًا”.
“نحن نعيش في عصر أصبح مركز الشخص الاجتماعي فيه، ونظرة الناس إليه يتحددان بأنواع وكميات السلع والخدمات التي يستطيع اقتنائها؛ فالخوف من أن نفقد القدرة على الشراء يتضمن – في الحقيقة – خوفًا من أن نفقد مكانتنا بين الناس، وهو من أشد أنواع الخوف قسوةً وإيلامًا”.
“الإنسان ضعيف، بل ضعيف جدًا، ومن أوجه ضعفه الكثيرة استعداده المستمر لتصديق ما يحب أن يكون صحيحًا حتى لو كان أبعد ما يكون عن الحقيقة”.
“لم أجد أي مبرر لاستخدام سلاح الإهانة الشخصية لكسب معركة سياسية”.
“من أخطر آفات المصريين، ميلنا إلى الخلط بين الرجل العظيم وصاحب المنصب الكبير؛ فنحن نعامل كل صاحب منصب كبير، وكأنه رجل عظيم”.
“واخترعوا يومًا للحب سموه يوم (فالنتاين)، وأقنعوا الناس بضرورة تبادل الهدايا مع أحبائهم في ذلك اليوم بالذات، وتبادل الكروت المرسوم عليها قلوب حمراء، وهكذا تضاف مع الزمن مناسبات وأعياد جديدة لمزيد من البيع والشراء، والراجح أن هذا الأمر لن ينتهي حتى تتحول أيامنا كلها إلى أعياد”.
“إن الهدف النبيل تمامًا كالهدف الحقير، يمكن أن يلوي عنق الحقيقة، ويقدم تفسيرات خاطئة للتاريخ، ويضحي بموضوعية النقاش”.
“مهما كانت الكذبة كبيرة، فيكفي أن تكررها عددًا من المرات، وبإلحاح وصوت مرتفع، حتى يصدقك عدد كبير من الناس”.
“كنت ولا أزال أعتقد أن من أهم أسباب ضعفنا إزاء إسرائيل هو أن الشعب والحكومة هناك يتصرفان ككيان واحد، ولهما نفس الأهداف والطموحات، وتحركهما نفس المشاعر، بينما الأمر عندنا على العكس من ذلك؛ فنادرًا ما تتحد أهداف الحكومة وأهداف الناس، وهما في معظم الأحيان كيانان متنافران لكل منهما طموحاته وحساباته، بل كثيرًا ما تكون أفراح الحكومة هي أشجان الناس، والعكس بالعكس”.
وإلى هنا، ينتهي مقالنا عن الكاتب والمفكر د. (جلال أمين) الذي أثرى المكتبة العربية بعشرات المؤلفات القيمة في مجالات الاقتصاد والسياسة والتاريخ والاجتماع.
يمكنك قراءة المزيد من سلسلة أفضل و أهم الكتب التي نعدها باستمرار في : المجالات المختلفة
- اهم كتب السير الذاتية للسياسيين العرب
- افضل الكتب العربية للمبتدئين – اكثر من ١٥ كتاب في مجالات مختلفة لتبدأ بها
- ١٢ كتاب من افضل الكتب الاقتصادية للمبتدئين نرشحها لك