يشعر كثير من الناس بأن علم الاقتصاد علمًا كئيبًا مملًا مبهمًا مفتقرًا إلى التشويق، وهذا يؤدي إلى ابتعادهم تمامًا عن القراءات و الكتب الاقتصادية ؛ مما يعوق بناء وتنمية ثقافتهم في هذا المجال المهم، ولا ننكر أن هذا الشعور له ما يبرره؛ حيث أن أغلبية الكتب الاقتصادية أكاديمية معقدة، تحتاج إلى معرفة اقتصادية مسبقة، ولكن لحسن الحظ؛ فإن الصورة ليست داكنة بالكامل؛ فهناك العديد من الكتب الاقتصادية التي نجح كُتّابها في جعلها بسيطة وسهلة، وأيضًا مثيرة ومشوقة، وإليك بعضًا من افضل الكتب لتبدأ بها قرائاتك في هذا المجال
1- الاقتصاد عاريًا بقلم تشارلز ويلان
إن معظم الأفكار المهمة التي يقوم عليها علم الاقتصاد تستتر خلف مجموعة من الأغطية التي تتسم بالكثير من التعقيد، وبمجرد إزاحة هذه الأغطية؛ فإننا سنكتشف أن الأفكار الاقتصادية بديهية في الأصل، وهذا هو ما يفعله (تشارلز ويلان ) في كتاب “الاقتصاد عاريًا “؛ حيث يقوم بإزالة التعقيد عن الأفكار الاقتصادية؛ لكي يتمكن الأفراد العاديون من فهمها؛ فعلى الرغم من أن معظم الأفكار الاقتصادية تعتمد من حيث الشرح على المعادلات والرسوم البيانية المعقدة، إلا أن (تشارلز ويلان ) قد أثبت أنه من الممكن تيسير كل ذلك في لغة واضحة مبسطة يَسّهُل على القارئ غير المتخصص فهمها؛ مما يجعله أكثر وعيًا، ويزيد من استيعابه لما يعاصره من القضايا الاقتصادية المختلفة.
2- خطوتك الاولى نحو فهم الاقتصاد بقلم د.جاسم سلطان
يعتبر هذا الكتاب خطوة أولى نحو فهم علم الاقتصاد؛ حيث يساعد القارئ على استيعاب القضايا والمشاكل الاقتصادية التي يعاني منها مجتمعه، وهو يناقش موضوعات اقتصادية هامة، كالرأسمالية والماركسية، والناتج القومي الإجمالي، وكيفية الاستدلال به على حالة الاقتصاد، وكيفية حدوث الركود الاقتصادي، وطرق التنمية الاقتصادية، كما يعطينا نبذة مختصرة عن أهم المصطلحات الاقتصادية، مثل: الاقتصاد الكلي والجزئي، والرأسمالية المتفائلة والمعتدلة، والتضخم، والنقود، والبورصة، وكل ذلك بأسلوب سهل بسيط يستعين فيه الكاتب بالقصص والحكايات التوضيحية الطريفة.
3- دروس مبسطة في الاقتصاد بقلم روبرت ميرفي
هذا الكتاب هو أفضل مقدمة للمبتدئين في علم الاقتصاد؛ فهو مشوق تكشف كل صفحة من صفحاته النقاب عن أفكار اقتصادية جديدة بشكل منطقي مبسط، ويتكون الكتاب من أربعة أقسام رئيسية:
القسم الأول يتناول المبادئ الأساسية في الاقتصاد، مثل الاستثمار والادخار، وأهمية دراسة علم الاقتصاد، والفرق بين العلوم الاقتصادية والعلوم الطبيعية،
القسم الثاني؛ فيتحدث عن الرأسمالية أو اقتصاد السوق، وأهمية التبادل التجاري، ومنشأ النقود، وكيفية زيادة إنتاجية العمال، وقانون العرض والطلب، وعلاقته بالأسعار، وأهمية فوائد القروض في اقتصاد السوق، وتعريف البورصة، وأهمية المضاربة فيها،
أما القسم الثالث؛ فيتناول الاشتراكية أو الاقتصاد الموجه، وآثارها السلبية، وكيفية تشابهها مع الفاشية، أما القسم الأخير؛ فيتحدث عن الاقتصاد المختلط، والتجارة الحرة، والتضخم، والآثار المترتبة على الإنفاق الحكومي، وضرائب الدخل، وضرائب المبيعات، وزيادة التعريفات الجمركية، وغير ذلك الكثير من الموضوعات الاقتصادية الأخرى التي يناقشها الكاتب بأسلوب سهل ومشوق.
4- المخبر الاقتصادي بقلم تيم هارفورد
يمكنك أن تتخذ من هذا الكتاب مخبرًا يكشف لك المبادئ الاقتصادية الكامنة وراء أحداث كل يوم، بدءًا من زحام المرور، وحتى أسعار القهوة الباهظة؛ حيث يناقش الكتاب أسباب ضخامة الفجوة الاقتصادية بين الأمم الغنية والأخرى الفقيرة، ويسلط الضوء على الكيفية التي تُفَرِغ بها متاجر السوبر ماركت والمقاهي وشركات الطيران النقود من جيوبنا،
ويبرز للعيان كيفية تحقيق بعض الصناعات لأرباح ضخمة عن طريق المؤامرات والدسائس، ويناقش الوسائل التي تنجح من خلالها الصين في انتشال مليون فرد من الفقر شهريًا، كما أنه يعلمك كيف تكون مستهلكًا وناخبًا أكثر ذكاءًا، بحيث تتمكن من رؤية الحقيقة الكامنة خلف القصص التي قد يحاول رجال السياسة إيهامك بها؛ فالحياة مليئة بالألغاز التي لا يدرك كثير من الناس كونها ألغازًا.
5- فلسفة علم الاقتصاد بقلم د.جلال أمين
هذا الكتاب موجه للقاريء المتخصص وغير المتخصص على حد سواء؛ فهو يصلح كمقدمة لعلم الاقتصاد لمن لم يدرس هذا العلم من قبل، كما يصلح كنقد لعلم الاقتصاد يوضح أوجه الضعف فيه، مثل سيطرة التحيزات والمصالح الطبقية والقومية على الاقتصاد العالمي؛ حيث ينقب الكتاب عن الأهداف الحقيقية وراء النظريات الاقتصادية، والتي لا تكون دائمًا أهدافًا موضوعية أو محايدة، بل قد تكون النظريات موضوعة لخدمة البعض على حساب البعض الآخر، كما أن النظريات الاقتصادية ليست صالحة لكل زمان ومكان؛ فهي مجرد مواقف شكلتها نظرة معينة إلى العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والحياتية، وليس هناك ما يضطر أصحاب النظرات والثقافات المغايرة إلى اعتناقها.
وبالإضافة إلى ذلك؛ فإن الكتاب يقوم بشرح الأسس التي يقوم عليها علم الاقتصاد، مثل الإنتاج والاستهلاك والملكية والناتج القومي والتنمية الاقتصادية والتجارة الدولية، وتوزيع الدخل في الفكر الرأسمالي والاشتراكي، مع تحليل المنافع والأضرار لكل منهم، وقد يحتوي الكتاب على بعض المصطلحات الغامضة التي تستدعي البحث، إلا أنك مع نهايته ستبني رؤية واضحة عن علم الاقتصاد.
6- دليل المبتدئين الشامل في علم الاقتصاد بقلم توم جورمان
يعتبر هذا الكتاب مُدَرِسًا رائعًا للاقتصاد يستغني فيه (توم جورمان ) عن اللغة الاصطلاحية التي يستمتع الاقتصاديون عادةً باستخدامها، ويستبدلها بلغة بسيطة يَسهُل فهمها، فضلًا عن استعانته بأمثلة من الحياة الواقعية؛ لتوضيح المفاهيم الاقتصادية المجردة. ويتكون الكتاب من ستة أجزاء: الجزء الأول يُعتَبَر نظرة عامة على علم الاقتصاد، أما الجزء الثاني؛ فيتناول الرأسمالية، والجزء الثالث يشرح العلاقة بين الحكومة والاقتصاد، والجزء الرابع يتناول النقود والنظام المصرفي والسياسات النقدية، والجزء الخامس يناقش الاقتصاد العالمي ككل، أما الجزء السادس والأخير؛ فيناقش اقتصاد الحياة اليومية، وكيفية تطبيق علم الاقتصاد على الحياة الشخصية والعملية.
ومن خلال هذه الأجزاء الستة سنتعرف على الطريقة التي تعمل بها الأسواق، وكيفية تأثير آليات العرض والطلب عليها، وكيف يمكننا كمستهلكين المساهمة في تحقيق اقتصاد صحي، وكيف تؤثر معدلات الفائدة على الصحة الاقتصادية، وأسباب فجوة الدخل المتنامية بين الأثرياء والفقراء، وكيفية نشأة النقود، ومعنى التضخم والانكماش، والفرق بين الناتج القومي والإجمالي المحلي، ومدى سيطرة الشركات متعددة الجنسيات على الحكومات، وغير ذلك الكثير، ستجدونه في هذا الكتاب الشامل الرائع الذي يُظهِر لنا كيف نؤثر في الاقتصاد، وكيف يتأثر بنا.
7- الوجيز في الاقتصاد الإسلامي بقلم محمد شوقي الفنجري
إن الاقتصاد الإسلامي من الموضوعات الهامة التي يجب على كل مسلم التثقف فيها، كما أنه مفيد – أيضًا – لغير المسلمين ممن يحبون الإطلاع على المدارس الاقتصادية المختلفة، ويعتبر هذا الكتاب مدخلًا وجيزًا أو عرضًا مختصرًا يستهدف إعانة كل مثقف على الوقوف على منشأ الاقتصاد الإسلامي، وأهم الأفكار التي يقوم عليها، والدور البارز الذي يمكن أن يلعبه في التنمية الاقتصادية. وينقسم الكتاب إلى أربعة فصول: الفصل الأول يتناول منشأ الاقتصاد الإسلامي، وماهيته، أما الفصل الثاني فيتحدث عن تطور الاقتصاد الإسلامي، أما الفصل الثالث فيناقش منهج الاقتصاد الإسلامي، والأسس التي بُنِى عليها، أما الفصل الرابع فيشرح لنا الفرق بين الاقتصاد الإسلامي والاقتصاديات الوضعية السائدة، وكل ذلك بأسلوب مبسط في كتاب مختصر وصغير الحجم.
8- دعوة غداء: وجبة سهلة الهضم من علم الاقتصاد بقلم ديفيد سميث
يتناول هذا الكتاب علم الاقتصاد بأسلوب مختلف؛ فهو لا يحتوي على رسوم بيانية خادعة أو معادلات رياضية معقدة؛ لذلك فهو سهل الاستيعاب سواء على المتخصصين أو غير المتخصصين، وهو كتاب واقعي للغاية لا يعدك بأن قراءتك له ستجعل منك مليونيرًا، لكنه سيساعدك على تصحيح أوضاعك، وتحسينها، كما سيعينك على فهم الأخبار الاقتصادية، ومن ثَمَ القدرة على إدراك الادعاءات الاقتصادية، والكذبات التي تُتَخَذ من قِبَل السياسيين؛ حيث يهتم الكتاب بتوضيح وشرح موضوعات هامة، مثل التضخم، ومستوى سعر الفائدة، وعجز الميزانية، وغيرها. و”دعوة غذاء ” شأنه شأن جميع الوجبات الغذائية الجيدة يتكون من عدة أصناف يمكن هضمها جميعًا في جلسة واحدة، أو قد تتناول قدرًا منها من وقت لآخر كوجبة خفيفة.
9- فيلسوف الاقتصاد: الاقتصاد والحياة اليومية بقلم ستيفن لاندسبيرج
إن الغرض من هذا الكتاب هو تقديم صورة صادقة لأسلوب التفكير الذي يتبناه أصحاب الاتجاه السائد في علم الاقتصاد، وهو يقوم بتطبيق المنطق الاقتصادي على مجموعة هائلة من السلوكيات الإنسانية وغير الإنسانية؛ فالكاتب ممن يؤمنون بإمكانية تطبيق المبادئ الاقتصادية بشكل شامل؛ لأنه يرى أن قوانين علم الاقتصاد عالمية لا تفرق بين جنس أو عرق أو دين، كما يستعرض الكتاب كثيرًا من المسائل الاقتصادية التي يراها أغلبية الناس غامضة، مع تحليل أسباب هذا الغموض، والسعي إلى إزالته.
10- أفكار جديدة من اقتصاديين راحلين بقلم تود جي باكولز
إذا كنت ستقرأ كتابًا واحدًا عن الاقتصاد – هذا العام – ؛ فليكن هذا الكتاب؛ فهو سهل القراءة ممتع ذو أهمية كبيرة للقاريء العادي الذي يود أن يتحدث بفطنة عن الاقتصاد والأسواق العالمية. وكأي مجال علمي؛ فإن علم الاقتصاد يتقدم من خلال كشف مواطن القصور في أفكاره ونظرياته السابقة؛ لذا يحاول الاقتصاديون تحليل التجارب السابقة، وبناء ملاحظات منهجية عليها تمكنهم من صياغة نظريات جديدة تعالج أوجه القصور، ولكن بعد دراسة التأثيرات المحتملة لتلك النظريات الاقتصادية البديلة، قد يكتشف الاقتصاديون أن استنتاجات الماضي لا تزال صالحة في عالم اليوم، وهذا ما يؤمن به الكاتب الذي يرى أن أفكار الاقتصاديين القدامى كـ(آدم سميث ) و(جون كينز ) و(جون ستيوارت ميل ) وغيرهم مازالت صالحة حتى هذه اللحظة، وأنه مازال يمكن الاستفادة منها، ولذلك يقدم لنا (باكولز ) مدخلًا للأفكار الرئيسية في علم الاقتصاد من خلال دراسة أفكار الاقتصاديين العظام الذين شكلوا ملامح هذا العلم.
11- النظام الاقتصادي الدولي المعاصر بقلم د.حازم الببلاوي
لكي نتمكن من استيعاب النظام الاقتصادي الدولي المعاصر؛ فلا بد أن نفهم – أولًا – التطورات الاقتصادية والسياسية التي حدثت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية؛ فعلى الرغم من أن التاريخ مستمر لا انقطاع فيه، إلا أن الحرب العالمية الثانية كانت فاصلًا رئيسيًا بين مرحلة زائلة، وبداية مرحلة جديدة لم تلبث هي الأخرى أن تعرضت لتغيرات عميقة بعد انتهاء الحرب الباردة، وهذا ما يناقشه الكتاب الذي ينقسم إلى قسمين: القسم الأول يتناول النظام الاقتصادي الدولي بعد الحرب العالمية الثانية، والغرض من هذا القسم هو إعطاء صورة عن وضع العالم، والمشاكل التي واجهته عند نهاية الحرب، وأهم السياسات التي اُقتُرِحَت لحل هذه المشكلات، أما القسم الثاني فيتناول التطور الاقتصادي في الفترة التالية، وخصوصًا في الربع الأخير من القرن العشرين، وهكذا يُظهِر القسم الأول الارضية التي بدأ عليها النظام الاقتصادي العالمي، بينما يشرح القسم الثاني كيفية عمل وتطور هذا النظام عبر الزمن.
12- الكساد الكبير والصفقة الكبيرة بقلم إريك راشواي
في عام 1932م شهد الاقتصاد العالمي أعتى نوبات كساده في التاريخ الحديث؛ حتى وصل معدل البطالة في (الولايات المتحدة ) إلى 25%، وأقدم الرئيس الأمريكي (روزفلت ) على مواجهة الأزمة بتعهده بصفقة جديدة للشعب الأمريكي، وتضمنت عناصر هذه الصفقة دعم أسعار المنتجات الزراعية، وخفض ساعات العمل وأيامه، وتنظيم الأوراق المالية، واستعادة التجارة العالمية، وإعادة تشجير الريف، وبالفعل تم تنفيذ عناصر الصفقة الجديدة، بل واتسع نطاقها – فيما بعد – لتشمل التأمين الاجتماعي ضد الشيخوخة والبطالة والإعاقة، وإدارة مستجمعات المياه، ودعم أنشطة الاتحادات العمالية.
وعلى الرغم من كون الصفقة الجديدة عملًا مثيرًا للاعجاب، أحدث توازنًا بقدرته على التوفيق بين الحرية الفردية، والحد الأدنى اللازم من التنظيم والسلطة الحكومية، إلا أنها لم تكن السبب في إنهاء فترة الكساد الكبير، بل أنهته مصانع إنتاج الأسلحة التي استُخدِمَت في الحرب العالمية الثانية!. كل هذا وأكثر، يناقشه هذا الكتاب الذي يعرض صورة عامة عن هذه الأزمة، وردود الأفعال التي تم اتخاذها تجاهها، والأسباب التي أدت إلى انهيار العالم اقتصاديًا، ومدى جسامة الضرر الواقع على دول العالم نتيجة الكساد الكبير، ومميزات وعيوب الصفقة الجديدة، ثم ينتهي الكتاب بتوصيات لقراءات إضافية لمن يريد الاستزادة.
والآن بعد أن قدمنا إليك هذه المجموعة المتنوعة من الكتب الاقتصادية؛ فإننا قد وضعنا قدمك على أول الطريق نحو تكوين ثقافة اقتصادية فعالة، و اذا كنت تنفر من قراءة الاقتصاد ننصحك بهذا المقال لتتغلب علي هذا الشعور، ولم يبقى سوى أن نتمنى لك قراءة ممتعة ومثمرة.
يمكنك قراءة المزيد من سلسلة أفضل و أهم الكتب التي نعدها باستمرار في : المجالات المختلفة